سياسة التقشف السعودية تطال حتى الكتب المدرسية

أشارت قناة “سعودي 24″ في تقرير إخباري لها، أن الإدارة العامة للتعليم في العاصمة الرياض، أصدرت تعميماً يقضي بربط إعطاء الطلبة والطالبات نتائج الامتحانات، إعادة الكتب الدراسية في نهاية الفصل الدراسي، وجاء في التعميم أن القرار يأتي تطبيقاً لرؤية 2030 “الرؤية المحمدية”.
هو بالتأكيد تعميم برأينا، يحمل في طياته معانٍ أكبر من أن تُحصر في خطوات تطبيق الرؤية المحمدية فقط، فنحن الذين جلسنا يوماً على مقاعد الدراسة في المدارس العربية السعودية، كنا نستلم الكتب المدرسية “مجاناً”، وكان الطلاب يُسارعون في نهاية السنة الدراسية، إلى “تمزيق”، و”حرق” الكتب لا تسليمها كما “يفرض” التعميم الجديد، وهذا بالطبع انتقاماً منهم من الكتب المدرسية، فالشعب السعودي الذي نعرفه جيداً، لا يُطيق الدراسة في غالبيته، كما أنه لا يُكمل تعليمه الجامعي، وما زال يعتبر بعضه رغم التطور الحاصل في العالم أن شهادة “الثانوية العامة” تُعادل شهادة جامعية، إن لم تكن أكثر من ذلك!
في الماضي، كانت الدولة السعودية “مُرفّهة” لأبعد الحدود، ولم يكن يهمها تلك “الملايين” التي تصرفها على طباعة الكتب المدرسية، وتوزيعها بالمجان بفعل السياسة المُتأنية، اليوم ذات الدولة “المُرفهّة” تنتبه لأدق التفاصيل، بل وتشير في تعميمها المذكور، أنها تُريد خفض الهدر العام، انطلاقاً من الرؤية، بل وتؤكد على “تحفيز″ الطلاب المُحافظة على الكتب، لكي تستفيد المدرسة منها الأعوام المُقبلة، إنها سياسة “التقشّف” التي ستطال كل كبيرة وصغيرة في بلاد الحرمين وفرضتها الحروب الخارجية “الحازمة” التي تشنّها المملكة، إنه التخوّف من الإفلاس!

هو تعميم جاء مُتأخراً ربما، فطالب المدرسة السعودي عليه أن يحترم كتابه المدرسي بغض النظر عن الأسباب الحقيقية التي تدفعه لذلك، صحيح أن القرار يتماشى مع سياسات “تقشفيّة” بامتياز، لكن على الأقل قد يُساهم في تنشئة جيل واعٍ، يُقدّر ثمن الكتاب الذي يقرأه، ويُعيد له التوازن الحقيقي لشخصيته التي يكسب حضورها الطاغي بعلمه، وجُهده، وعمله، لا فقط بأمواله.

السودان اليوم

تعليقات الفيسبوك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.