مفاوضات دارفور تصل الى طريق مسدود وسط اتهامات متبادلة

انفضت جولة التفاوض بين الحكومة السودانية واثنين من الحركات المتمردة في إقليم دارفور، دون أن تحرز تقدما بعد أربعة أيام من التجاذب حول وقف العدائيات وإيصال المساعدات الإنسانية.
جبريل إبراهيم في الجلسة الافتتاحية لمفاوضات دارفور وبجانبه مني أركو مناوي في أديس أبابا نوفمبر 2014 (صورة سودان تربيون)
وتبادل طرفي التفاوض الاتهامات بالمسؤولية عن فشل الجولة والنكوص عن مواقف سابقة وعدم التحلي بالجدية والمسئولية للتوصل الى اتفاق.
وانتهت مساء الأحد مناقشات جرت بين قيادتي حركتي العدل والمساواة وتحرير السودان مع الوساطة الأفريقية التي يقودها ثابو امبيكي دون التوصل الى نقاط تلاقي.
وقال رئيس حركة تحرير السودان مني اركو مناوي أن عضو فريق الوساطة عبد السلام أبوبكر ابلغ الطرفين بانفضاض الجولة لوقت لاحق.
وأشار الى أن الأمل كان يحدوهم حتى يوم السبت، بالتوصل الى اتفاق سلام، بعد تقديمهم عدد من التنازلات .
وأفاد في تصريح صحفي ” من بين أكثر من 20 بند لم نترك الا ثلاث بنود فقط للحكومة لتقدم فيها تنازلات .. لكن للأسف تسلمنا هذا المساء ورقة اخرى من الوساطة ووجدنا أنها تعبر عن موقف الحكومة .. ولم نجد حرفا يوحي بتنازل الحكومة”.
وقال مناوي أنهم أبلغوا الوساطة، بذات البنود التي اسقطت من الورقة ، الا أن وفد الحكومة رفضت التنازل عن شئ، وتابع ” هي اتت لهذا المنبر لتحمل الناس وشحنهم الى الخرطوم.. للأسف “.
من جهته قال رئيس وفد الحكومة السودانية للتفاوض في مسار دارفور أمين حسن عمر ، إن حركتي العدل والمساواة وتحرير السودان، أثارت 15 نقطة خلافية جديدة بدلاً عن نقاط الخلاف الخمس المعروفة.
واتهم الحركتان بعدم الجدية في الوصول للسلام، وقال “جاء ردهم بشطب قضايا اتفقنا عليها من قبل، وأخرى مضمّنة في المسودة الثالثة المتفق عليها منذ لقائنا في نوفمبر الماضي، وإضافة قضايا لم تكن موجودة أصلاً”.
غير أن أمين رفض توصيف الجولة بالانهيار وقال في تصريحات صحفية، ليل الأحد، “لا نتحدث عن انهيار المفاوضات ولا نتحدث باسم الوساطة… أعتقد أن المفاوضات مددت ومددت والتلخيص أن الوضع غير قابل للتمديد”.
وأوضح أن بعض النقاط التي أضافتها الحركات شملت حديثهم عن وقف عدائيات أعلنته ( الجبهة الثورية).
وتابع” هم يعلمون أننا لا نعترف بالثورية ولا نوقع على أي وثيقة فيها الجبهة الثورية وفي اعتقادي أوردت العبارات لاستفزازنا”.
وانتقد أمين حسن عمر البيان الذي أصدره كبير مفاوضي حركة تحرير السودان علي ترايو ووصفه بأنه “إنشاء” قائلا: “لن نخوض في مهاترات”.
وأشار إلى أنهم تقدموا بطلب للوساطة لتوضيح الاقتراحات دون تحيز لطرف، وأكد أن وفدهم كان إيجابياً ولم يتراجع للوراء.
ومضى يقول ” بدلا من أن نتقدم تراجعنا 10 خطوات للوراء ولا نفهم إن كان موقفهم عاطفي غضبوا من شئ أم تكتيكي لتجميد الوضع حتى يحصل اتفاق في المسار الآخر”، واصفا تصرف قادة الحركات بغير المسئول ولا المقبول.
من جهته عزا رئيس حركة العدل والمساواة جبريل إبراهيم فشل الجولة لمحاولة الوساطة فرض وثيقة الدوحة واختيار قرارات خاصة بالأمم المتحدة تناسب موقف الحكومة.
وأفاد أن الوساطة أبلغتهم بأنها وجدت مشقة في مواصلة الجولة ومضطرة الى تعليقها الى وقت لاحق، وأردف”لا مجال للوصول الى اتفاق ما لم تغير الحكومة موقفها”.
وكان على ترايو قال في بيان أصدره الأحد، إن الحكومة لم تبدي حرصا على التوصل لاتفاق وأنها تمترست خلف مواقفها القديمة المعروفة بإصرارها علي مواصلة الحرب وإلحاق المزيد من التدمير بإطلاق يد مليشيات الجنجويد وممارسة النهب والاغتصاب والحريق وقصف المواطنين بالطائرات لتأزيم الوضع الإنساني.
وأشار في بيانه إلى أن الحكومة تنتهج ممارسة الابتزاز ضد الوساطة و الضغط عليها بكل الأساليب حتي تتسني لها الفرصة لإعادة تجربة التوقيع علي خريطة الطريق.
وحذر كبير مفاوضي حركة مناوي الحكومة من ممارسة أسلوب الابتزاز الذي قال أنها تعودت عليه للتأثير علي حيادية الوساطة، ودعا الأخيرة لتضع في أولوية أجندة التفاوض القضايا الجوهرية التي تشكل عماد العمل الإنساني من إطلاق سراح اسري الحرب و تحسين آليات مراقبة إيصال الإغاثة و إنشاء آليات حماية المواطنين دون الخضوع لتأثيرات أي طرف.

سودن تربيون

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.