قارة بأكملها لن تجدها بموقعها الحالي العام القادم.. تحركها سيغير خطي الطول والعرض

لن تجد قارة أستراليا في موقعها عام 2017، فالقارة النائية تتحرك باستمرار ومن المقرر أن يصل ذلك التحرك إلى نحو مترين أوائل العام القادم.

تحرك القارة نحو 7 سنتيمترات في اتجاه الشمال والشمال الشرقي سنوياً سببه تحرك الصفائح التكتونية للأرض.

ويعني ذلك حدوث فجوة بين خطي الطول والعرض لأستراليا كما هو موضح بالإحداثيات المحلية، التي تتحرك مع القارة، والإحداثيات العالمية التي لا تتحرك، وفق تقرير نشرته صحيفة الغارديان البريطانية، الأربعاء 3 أغسطس/آب 2016.

المشكلة أن خطوط الطول والعرض، التي تتضح من خلال أنظمة الملاحة العالمية للأقمار الصناعية، ثابتة في بقية أنحاء العالم؛ وبالتالي يجب تعويض الفجوة مع تحرك قارة أستراليا بمرور الوقت.

تم تحديث المعلومات والحقائق المتعلقة بقارة أستراليا أو نظام الإحداثيات المحلية لها للمرة الأخيرة عام 1994؛ وتقع أستراليا حالياً على مسافة متر ونصف المتر إلى الشمال الشرقي (أو لمسافة تماثل طول الكنغر بحسب ما ذكرته الرسوم التخطيطية المعلوماتية الصادرة عن موقع BBC الإلكتروني).

وأخبر دانيال جاكسا من مؤسسة جيوساينس الأسترالية المسؤولة عن ترسيم خرائط القارة صحيفة الغارديان الأسترالية أن المرحلة القادمة ستتناول العجز بين كلا النظامين.

وقال جاكسا:”إننا نعمل فيما يتعلق بتحرك خطي الطول والعرض بأستراليا كي نعكس وضعنا الفعلي بهذا العالم”.

ستحرك أستراليا خطي الطول والعرض بمقدار 1.8 متر باتجاه حركة الصفائح التكتونية اعتباراً من الأول من يناير/كانون الثاني 2017؛ ويعني ذلك التصحيح اتساق الإحداثيات المحلية والعالمية بحلول عام 2020. وقد تم إجراء تعديلات مماثلة خلال أعوام 1966 و1984 و1994.

ليست المرة الأولى

وقال جاكسا: “هذه هي المرة الرابعة التي نفعل بها ذلك خلال الخمسين عاماً الماضية. والاختلاف الوحيد هنا هو أننا نضع خطوط الطول والعرض نحو الشمال والشمال الشرقي حيثما ستكون أستراليا عام 2020.

ويعني ذلك أن يظل التحديث قائماً لفترة زمنية أطول، حسب تقرير الصحيفة البريطانية.

جميع البلدان تقوم بمثل هذه التحديثات، ولكن أستراليا تقع على أسرع الصفائح التكتونية القارية تحركاً، بما يؤدي إلى نشاط أكثر انتظاما.

وذكر جاكسا أن حقيقة أن الإحداثيات المحلية لا تعكس الحركة التكتونية يمكن أن تؤثر تأثيراً سلبياً على أي تكنولوجيا تستخدم مثل هذه البيانات، على سبيل المثال سيارات القيادة الذاتية في المستقبل.

كيف يتأثر البشر؟

الإحداثيات التي نجدها لأستراليا تختلف بالفعل عن الإحداثيات المحلية. ويمثل ذلك مشكلة لنا حينما نريد دمج معلومات الخرائط المحلية ضمن الأنظمة العالمية مثل خراط جوجل أو خرائط آبل المستخدمة بالهواتف الذكية.

لن تتأثر سيارات القيادة الذاتية وحدها، بل تتأثر جرارات القيادة الذاتية ومعدات المناجم، الطائرات بلا طيار التي يتم تطويرها حاليا لتوصيل البيتزا.

كانت البيانات الدقيقة والمتسقة ضرورية للتحقيقات العلمية، بحسب ما ذكره جاكسا “ليست مجرد خرائط يومية”.

كان يأمل أن يصبح تعديل عام 2017 آخر التحديثات من نوعها، حيث تستهدف مؤسسة جيوساينس الأسترالية الانتقال إلى نظام ديناميكي يقيس الإحداثيات الفعلية باستخدام سرعة النقاط على سطح القارة.

وقال جاكسا: “سوف يتطلب ذلك تغيراً تكنولوجياً هائلاً”.

هافينغتون بوست عربي | ترجمة

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.