القضاء البريطاني يرفض التعتيم الإعلامي على قضية سعودي احتجز ابنته 4 سنوات.. قصتها سوف تدهشك

فشل الأب السعودي محمد الجفري في دعوته بمحكمة الأسرة للحد من التقارير الصحفية التي تناولت قضيته بعد اتهامه باحتجاز ابنته في منزله بالسعودية منذ 4 سنوات.
أمينة الجفري، البالغة من العمر 21 عاماً التي تحمل الجنسيتين البريطانية والسعودية، والتي نشأت في سوانسا جنوب ويلز، ادعت أن أباها احتجزها بسبب تقبيلها لشاب.
محامو الآنسة جفري اتخذوا الإجراءات القانونية اللازمة للدفاع عنها وحمايتها في بريطانيا وطلبوا من القاضي هولمان النظر في السبل الممكنة لمساعدتها بحسب تقرير لصحيفة “الاندبندنت” البريطانية.
عقد القاضي هولمان جلسة استماع علنية في شعبة الأسر بالمحكمة العليا ببريطانيا، الخميس 28 يوليو/تموز 2016، ومن المقرر أن ينتهي المحامون من تقديم الوثائق المطلوبة الاثنين المقبل لينطق القاضي بالحكم الأربعاء المقبل 3 أغسطس/آب.
أبدى القاضي هولمان مخاوف بشأن وضع الآنسة جفري، وقد رفض دعوة من قبل الأب محمد الجفري (الأستاذ في الجامعة في الستينيات من العمر) بشأن التكتم والتقييد على تقارير الصحفيين حول قضيته.
وقد أُبلغ القاضي بأن أمينة أُجبرت من قبل والدها على العودة الى السعودية قبل 4 سنوات، وبأن والدتها وإخوتها قد عادوا الى جنوب ويلز.
لم يحضر أي من أمينة أو والدها جلسات المحكمة في بريطانيا، وتولّى مهمة الدفاع عن أمينة المحاميان هنري سترايت وميشيل غرايتشون وكان ماركوس سكوت مانديرسون محامي السيد محمد الجفري.
وقد رفض القاضي طلب المحامي مانديرسون منع كتابة الصحفيين عن قضية موكله.
وأضاف القاضي أنه لا يحق للسيد الجفري منع وكالات الصحافة من الكتابة عن قضيته وهو حق لممارسة حرية التعبير في الصحافة ومنصوص عليه في المادة 10 من الاتفاقية الأوروبية لحقوق الإنسان، وأنه توجد أسباب وجيهة للتحدث عن القضية في العلن وبما أنها قضية تابعة لمحكمة الأسرة فإنه من الضروري السماح للصحفيين بالكتابة عنها بحرية، فالمسألة تخص سلامة مواطنة بريطانية، كما أنه سمع الأدلة في العلن وسيفصح عن حكمه في العلن أيضاً.
وأضاف: “أعتقد أن القصة تثير عدة قضايا جديرة بالعرض بشكل علني، فالقضية ليست مجرد مشكلة صغيرة، هناك أمور خطيرة وجديرة بالاهتمام، وأعتقد أن الأغلبية سيعارضون الأب بشدة”.
ووصف هولمان القضية بأنها هامة وحساسة وبأن السيد جفري لا يراها بالمنظور السليم.
وبرأيه قد تكون الآنسة جفري قد قامت ببعض التلاعب، ولكن هناك بعض المسؤولية على الأب الذي اعترف بأنه يوصد الأقفال على ابنته عند خروجه من المنزل.
وقد سمعت المحكمة أنه كان يحتجزها في قفص، وقد اعترف الأب مسبقاً بوجود شبكة قضبان حديدية على النوافذ فلا تستطيع أمينة الهرب أو الصراخ.
وعلم القاضي أن سبب احتجاز أمينة في المنزل هو تقبيلها ومعانقتها لشاب أميركي في الحرم الجامعي في السعودية.
وقال محامي الجفري إن الأب طلب من ابنته سابقاً العيش في جنوب إفريقيا عندما كانت في 16 من العمر خوفاً من أسلوب الحياة الذي ستتعلمه في جنوب ويلز، وبأنه كان يشعر بالقلق إزاء الحياة التي تعيشها في بريطانيا، وبأن الأب هو صاحب القرار في عائلته التي لها معايير أخلاقية خاصة.
ونقل المحامي مانديرسون عن موكله أنه “لن يسمح لأمينة بالعودة الى أسلوب الحياة المسموم في بريطانيا”.
ويرى القاضي أن الآنسة جفري نشأت في ويلز وربما تفضل طريقة الحياة الغربية هناك قائلاً: “إنها في الواقع تعبر عن رغبتها في العيش بالحرية التي عهدتها هنا في هذا البلد، ووالدها يفرض عليها رأيه من خلال حبسها في المنزل، ولكن ما يهمني هنا هل تستطيع أمينة اللجوء الى بلدها هنا وطلب المساعدة؟”.
ويقول القاضي هولمان إن لديه السلطة لأمر السيد جفري بتسهيل عودة ابنته الى بريطانيا، ولكن قد تواجهه بعض الصعوبات في فرض مثل هذا الأمر.
وفي يونيو/حزيران قال القاضي هولمان أثناء دراسته لقضية أُخرى في محاكم الأسرة إن “حرية الصحافة هي الحق الأساسي في مجتمع ديمقراطي”، ويتساءل فيما إذا كان الناس يعلمون خطورة إصدار قوانين قضائية تحد من حرية الصحافة، وقال للمحامين: “إن حرية الصحافة هي الحق الأساسي في مجتمع ديمقراطي فالناس يجب أن يقرؤوا عن أي شيء وكل شيء في الصحف”.

العربي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.