خطأ طبي يفاقم تفشي كورونا في السعودية واصابة 49 مريضا وعاملا بالمستشفي

تسبب خطأ في تشخيص إصابة سيدة بمرض متلازمة الشرق الأوسط التنفسية “كورونا”، في عودة الفيروس للانتشار في السعودية، وإغلاق مستشفى الملك خالد الجامعي إلا للحالات الطارئة.

وتجاوز عدد الإصابات المؤكدة بالمرض منذ بداية شهر رمضان الجاري 32 حالة، منها حالتا وفاة، إضافة إلى نحو 28 حالة لم يتم تشخيصها بشكل نهائي.
وارتفع عدد الحالات المصابة بالمرض في السعودية منذ اكتشافه منتصف عام 2012، إلى 1390 حالة، شفي منها 791 مريضا، فيما لا يزال 24 تحت العلاج، بينما تسبب الفيروس في وفاة 594 مريضا.
وأكدت منظمة الصحة العالمية أن تشخيصا خاطئا لحالة امرأة تعاني من فيروس كورونا أدى إلى إصابة 49 مريضا وعاملا في المجال الطبي بالفيروس في مستشفى الملك خالد الجامعي. وقالت المنظمة إن المرأة التي تبلغ من العمر 49 عاما، ظهرت عليها أعراض المرض، من السلالة الفيروسية الفتاكة (سارس)، ولكن تم التعامل معها في البداية على أنها تعاني من حالة لا علاقة لها بفيروس كورونا، ولم يتم عزلها، ووضعت في غرفة مشتركة مع مريضات أخريات، مما تسبب في إصابة أكثر من 49 شخصا آخرين بالفيروس، بينهم من يعملون في الرعاية الطبية.

وكررت منظمة الصحة العالمية تأكيدها على ضرورة اتخاذ المستشفيات والعاملين في قطاع الصحة احتياطات صارمة، كإجراء ضروري لوقف انتشار المرض، وانتقدت المديرة العامة للمنظمة، مارغريت تشان، السعودية للسماح بانتشار فيروس كورونا في مستشفياتها، الأمر الذي أظهر أنها لم تلتزم بمعايير مكافحة العدوى.
ولم تعلق وزارة الصحة السعودية على بيان منظمة الصحة العالمية، لكنها أعلنت عن ارتفاع ملحوظ في عدد المصابين بالمرض في الأيام الأربعة الماضية، حيث سجلت خمس حالات، ثم 11 حالة، تلتها ست حالات، ثم خمس، ووفاة حالتين دون تأكيد أن السيدة المصابة إحداهن.
وتوقعت مصادر طبية أن تسجل الصحة، خلال الأيام القادمة، حالات إصابات جديدة من الإصابة بالفيروس، بعد أن سجل أحد المستشفيات التي لا تتبع وزارة الصحة في الرياض، قبل أربعة أيام، عددا من الإصابات صنفت ضمن عدوى داخل المنشأة، وقام المستشفى بإبلاغ مركز القيادة والتحكم في الوزارة، وتبع ذلك تحريك فريق الاستجابة السريعة لتقييم الوضع ميدانيا وحصر المخالطين واستقصاء الأسباب بالتنسيق مع قسم مكافحة العدوى في المستشفى، كما اتخذ المستشفى جملة من الإجراءات الاحترازية لمواجهة العدوى، منها تغيير أوقات الزيارة وإيقاف التحويل من وإلى المستشفى.
من جانبه، أكد الاستشاري في طب الطوارئ، فهد القحيز، أن تفشي الفيروس في المنشآت الطبية أكبر مسبب لانتشاره وأخطرها لإمكانية انتقال العدوى إلى الآخرين، ويقول لـ”العربي الجديد”: “تكون قابلية انتقال الفيروس من المصاب إلى الأصحاء في المستشفيات أكبر، خاصة مع عدم تقيد الممارسين الصحيين بارتداء الكمامة عند التعامل مع الحالات المرضية”، ويضيف: “المشكلة الأكبر هي عدم التزام الممارسين الصحيين بالقواعد الصحية، وهو ما يتسبب في عدم السيطرة على المرض منذ أربع سنوات”.
وبحسب البيان الأسبوعي لوزارة الصحة السعودية، كانت أربع من الحالات المسجلة بسبب مخالطة الإبل، غير أن معظم حالات انتقال المرض المعروفة بين البشر جرت في مرافق الرعاية الصحية.

العربي الجديد

تعليقات الفيسبوك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.