داعية يهاجم الحكومة السودانية لقبولها تمويلا ربويا لمشروع زراعي ضخم

هاجم رجل دين مشهور الحكومة السودانية لقبولها قرضا ربويا لتمويل مشروع ري الرصيرص أحد أكبر المشاريع الفلاحية في البلاد، في محاولة للاستفادة المياه التي وفرتها تعلية سد الرصيرص.

وشيد سد الرصيرص في العام 1966 على بعد 550 كلم جنوبي العاصمة الخرطوم بولاية النيل الأزرق، وتمت تعليته في 2013 لزيادة طاقة التوليد الكهربائي بنسبة 50% لتصل إلى 1800 ميغاواط والأراضي الزراعية المروية.
وشن إمام وخطيب جامع الخرطوم الكبير كمال رزق هجوما عنيفا على إجراءات الحكومة الأخيرة بالاقتراض الربوي وموافقة البرلمان عليه الإثنين الماضي بتمرير اتفاقية قرض بمبلغ 60 مليون دينار كويتي “نحو 200 مليون دولار” للمساهمة في تمويل مشروع ري الرصيرص، وذلك بعد جدل كثيف حول مشروعية القرض.
وقال رزق في خطبة الجمعة إن السودان لا يحتاج لأي قروض، محذرا من أنها ستتسبب في هلاكه ودماره لاحقا ـ حسب تعبيره ـ.
واستدل الخطيب بسد مروي وعدد من المشاريع التنموية التي أقيمت بقروض ربوية، قائلا: “سوف تتراكم فوائد تلك الديون وستكون عليه وبالا”.
وتثير القروض الربوية في السودان جدلا واسعا خاصة في ظل هيمنة الاسلاميين على السلطة الحاكمة اثر الإنقلاب العسكري في يونيو 1989، واضطر السودان لقبول قروض ربوية لإنجاز مشروعات استراتيجية.
وكان مجلس الوزراء السوداني قد وافق في العام 2012 على التعامل بالقروض الربوية في تمويل المهمات الدفاعية ومشروعات البنى التحتية والخدمات الأساسية عبر مرجعية شرعية مناط بها تقدير القروض وفقاً لفقه الضرورة.
وبشأن القرض الكويتي الخاص بمشروعات ري سد الرصيرص أفاد رئيس لجنة الشؤون الزراعية في البرلمان عبد الله علي مسار بأن المشروع مهم ويزيد المساحة الزراعية، ما سيؤدي إلى تغيير الحياة كليأً بالنيل الازرق وإيقاف الإضطرابات بالمنطقة.
يشار إلى أن مشروع ري سد الرصيرص سيرفع الأراضي الزراعية المعتمدة على الري الدائم بمساحة مليوني فدان، عبر قناتين رئيسيتين هما قناة الرهد على شرق النيل الأزرق لري الأراضي الزراعية في مشروع الرهد ومشروع الجزيرة وأراضٍ زراعية أخرى حتى منطقة القضارف، وقناة كنانة على الجانب الغربي لري مشاريع كنانة في ولاية النيل الأبيض.
وألزمت الاتفاقية المبرمة بين الطرفين، حكومة السودان بسداد قيمة القرض بالفائدة لمدة 19 عاماً، في شكل أقساط نصف سنوية بقيمة مليون و540 ألف دينار كويتي للقسط الأول، وحتى القسط الثامن والثلاثين.
وبلغت قيمة القسط الأخير مليون و480 ألف دينار كويتي، بعد فترة سماح مدتها ست سنوات، تبدأ من تاريخ قيام الصندوق العربي بسداد أول طلب سحب من حصيلة القرض.
إلى ذلك أكد خطيب مسجد الخرطوم الكبير أن الولايات المتحدة لن ترفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب ولن ترضى عنه، وزاد “إذا حاول السودان إرضائها سيكون طائع لها.. لذا لا بد من الرجوع الى الله”.
وتجدد واشنطن عقوبات اقتصادية على السودان منذ عام 1997، بسبب استمرار الحرب في إقليم دارفور ومنطقتي النيل الأزرق وجنوب كردفان، بجانب وجود قضايا عالقة مع دولة جنوب السودان، على رأسها النزاع على منطقة أبيي.

سودان تريبون

تعليقات الفيسبوك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.