كيف يفكر الفرنسيون من أصل سوداني؟؟

سوداني؟ أم فرنسي ؟
التقيتهم في العاصمة باريس حيث نشأوا وترعرعوا في ديارهم التي لم تكن ديار آباءهم قبل عقدين أو ثلاثة …أنهم ابناء المهاجرين السودانيين الذين ولدوا هناك أو هاجروا في بواكير طفولتهم ….سألت عمر رحمة ؛وقد كان في التاسعة من عمره حين حطت اسرته رحالها في فرنسا الآن هو لاعب محترف لكرة القدم ويلعب في نادي بريطاني . سألته عن هل يعتبر نفسه سوداني أم فرنسي فكانت اجابته :أشعر بنفسي ابن العالم وليس ابن فرنسا أو السودان …..أما ثريا الرشيد سعيد التي ولدت في فرنسا وعاشت كل حياتها هناك وتحضر المااجستير الآن في احدى الجامعات الفرنسية فقد قالت (الاثنين معا) وتضيف ثريا أمي وابي سودانيين ؛ وتواصل تربيت في فرنسا لكن امي وابي سودانيين وارتباطنا كبير بالسودان ودائما مانزوره .سالي شقيقة ثريا الصغرى تتأهب لدخول الجامعة في غضون الاشهر القادمة اجابت عندما سألناها : اشعر بالانتماء الى الاثنين لأني رغم وجودي في فرنسا تربيت في بيت سوداني بالتقاليد السودانية فاشعر بأني فرنسية سودانية ..يواصل عمر …عندما تنشأ في بلد يتكفل بك طوال عمرك ؛يبذل جهده في تعليمك ، تكبر في ارضه لابد أن تنتمي اليه وان تشعر باحتوائه …أما ثريا فتقول : أنا فرنسية ..لكن لن اكون مثل الفرنسيين الاصليين لأن في تركيبتي دماء سودانية ،لكن لم تقابلني مشاكل كوني من اصول سودانية ولم تقابلني عنصرية في المدرسة رغم أن العنصرية موجودة في المجتمع ، أما سالي فتقول هناك اختلافات لكن افهم ما يتقبله السودانيون وما يتقبله الفرنسيون هناك اشياء يمكن أن اذكرها امام فرنسيين لاتكون مشكلة لكنها تبدو كذلك لو ذكرتها امام فرنسيين ؛اشعر بانتمائي للاثنين بذلك ختمت سالي اجابتها

العودة الى السودان :
يمكن أن اذهب الى أي بقعة تحتاجني في هذا العالم …هذا هو رد عمر عن امكانية عودته للسودان ؛ويستطرد اما بالنسبة للسودان فيجب أن يذهب كل السودانيين الذين اكتسبوا خبرات ومعرفة في فرنسا وكل اوربا لمساعدة السودان يجب ان يعود سوداني المهجر ليعمروا السودان ،مثلا أنا العب كرة القدم الآن لو وجدت طريقة سأذهب لتدريب فريق الحي الذي كنت اسكن فيه في صغري ….يمكن أن اتطوع بتدريب الاطفال من عمر 12 الى 16 سنة … ثريا وسالي لا تعتقدان انهما يمكن أن تعودا للاقامة في السودان ..وثريا ترى أنها يمكن أن تتزوج من سوداني ويمكن لا الا انهما تشاركان في كل مايحدث في السودان واحيانا تعملا من أجل التغيير ولهما مشاركات في النشاط السوداني في فرنسا وفي ذات الوقت لديهما اهتمام وتفاعل مع قضايا مجتمعهما الفرنسي .
شباب وارهاب :
تقول ثريا عن التطرف والارهاب وسط الجيل الثاني من المهاجرين العرب والمسلمين أن هناك مشكلة هوية قد يكون احساسك أنك فرنسي لكن المجتمع يشعرك بأنك لست فرنسيا بشكلك ،باسمك بدينك ،وعندما ترجع بلدك ايضا تكون هناك مشكلة هوية مثلا الجزائري عندما يرجع الجزائر يشعر أنه يتعامل مثل الفرنسي .أما عمر فيحلل الأمر بطريقة أخرى قائلا: هناك نوعين في جيلنا ؛نوع نجح ونوع فشل …من نجح دخل الجامعة او اشتغل في مطعم او اصبح لاعب في فريق او يعمل في شركة ..ومن فشل يصبح عرضة للسرقة والسجن ويسلك طريق آخر ليعيش ..هؤلاء يكونوا عرضة لأن تشتريهم المنظمات الارهابية بالمال ..يمكن ان يستخدموك في عمل بعقد لمدة عامين خلالها يحصل لك غسيل مخ بأفكارهم مثلما تفعل داعش ،تخدعهم بأن تقنعهم بأن لامستقبل لهم في فرنسا وغيرها بينما الاسلام يحتاج لهم وهذا نوع من الغش …يمكن أن يصرفوا علي الشاب مبالغ هائلة قد تصل لعشرين الف يورو …وبعدها يطالبوه بعمل عمليات ارهابية تكون نتيجتها اما قتله أو سجنه …
….هالة بابكر النور والدة ثريا وسالي لجاءت الى فرنسا بعد أن تم فصلهما من وزارة الخارجية السودانية بعد انقلاب الانقاذ فهي ابنة المقدم بابكر النور الذي اعدمه نميري مع مجموعة من الضباط الشيوعين بعد فشل محاولة انقلاب 1971،اندمجت هالة في المجتمع الفرنسي فهي ناشطة سياسية في المجتمع الفرنسي أذ ترشحت وفازت في انتخابات المجلس التشريعي عن كتلة اليسار ؛سألتها هل وجدت اي مشاكل في التربية والاندماج في المجتمع الجديد انتي كام من الجيل الاول وحلقة وصل بين جيل الابناء والسودان ؛فأجابت بأن هناك مشاكل لكن انا حرصت الا تغيب الثقافة السودانية عن البيت ،الحديث باللغة العربية ودائما مانستقبل الاصدقاء السودانيين والاقارب في البيت .وعن أن هناك خوف خاص على البنات من الحرية والانفتاح في مجتمعات المهجر …ردت بأن هناك قيم وثقة وتربية عل اننا لدينا ثقافتنا الخاصة وان الفرنسيين لهم ثقافتهم التي نحترمها ونقدرها بدون خلط وفي حدود الاشياء ..عن الزواج تقول هالة ليس لدي مشكلة بالنسبة للزواج من أي جنسية والمهم هو ان يجدن الشخص المناسب لهن في ثقافتهن وطريقة تفكيرهن وطريقة حياتهن وهذه حياتهن هن يحددن مايردنه .. وعن تطرف ابناء المهاجرين من الجيل الثاني تقول هالة :حصل انغلاق لكثير من الاسر المهاجرة مما ادى لانخراط ابناءهم في الارهاب والعنف وبدون حكم على هذه الاسر لكن معظمها نظر للثقافة الموجودة هنا على انها (غلط ) ويجب أن نبعد ابناءنا منهم ،والابناء هم جزء من هذا المجتمع يدرسوا في مدارسه ويذهبوا الى الاندية عندما يشعر أن هذا المجتمع على خطأ يبحث عن ثقافته الاصل ويجد التطرف والارهاب يتربص به في المساجد وفي الجمعيات الدينية وهو لا يشبه الدين في الوسطي في السودان فاكبر غلط هو نظرة التجريم والخطيئة للمجتمع الذي تعيش فيه وبقيمه …وعن هل يمكن أن تعود للسودان في المستقبل قالت : انا عشت في فرنسا اكثر من السودان وفرنسا غيرت كثير من الاشياء في شخصيتي ..أنا الآن سودانية أولا ثم فرنسية ثانيا لو تغيرت الظروف التي دعتني للخروج سأعود للسودان …هل تقصدي تغيير سياسي ؟التغيير السياسي هو الاكبر لكن هناك تغيير كبير السودان اليوم ليس هو السودان الذي تركته …اشعر بالراحة في فرنسا اكثر …

صحيفة التغيير -أمل هباتي

تعليقات الفيسبوك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.