مشار .. مابعد العودة إلى جوبا و مجلس الأمن “قلق” من عودته

من المقرر أن يكون رياك مشار رئيس الحركة الشعبية المعارضة بدولة الجنوب، قد وصل إلى جوبا أمس، وأدى القسم كنائب أول للرئيس سلفاكير كنتاج للإتفاق الذي وقعه بالعاصمة الاثيوبية أديس ابابا مع رئيس الحركة الشعبية رئيس دولة الجنوب سلفاكير ميارديت، إلا أن وصول مشار إلى عاصمة بلاده الذي ينظر اليه الجنوبيين على أنه خطوة متقدمة في اتجاه السلام، وبمثابة وضع حد للاقتتال هناك له تأثيرات مختلفة على الأوضاع في السودان، لاسيما على المستوى الإنساني والأمني والسياسي، خاصة وأن جوبا كانت تتهم الخرطوم بدعم رياك ومجموعته.

التأثير الأمني:
الجانب الأمني هو أهم جانب بالنسبة للحكومة السودانية، التي بسطت سيطرتها على دارفور بتحريرها لآخر معقل في جبل مرة من قبضة عبدالواحد محمد نور، ويبدو أن الحكومة كانت تعول على حركة مشار لمواجهة بقايا الحركات المسلحة الدارفورية المتواجدة داخل اراضي الجنوب، لا سيما حركة العدل والمساواة جناح جبريل ابراهيم، وحركة التحرير بقيادة مناوي المتهمتين من قبل المعارضة المسلحة الجنوبية بالاعتداء على مناطق النوير في ولاية الوحدة، والقتال الى جانب قوات سلفاكير ميارديت، حيث خاضت معها معارك متعددة قتل فيها العديد من قيادات الفصائل القادمة من دارفور، على أن تتفرق القوات المسلحة السودانية لحسم المتمردين في جنوب كردفان والنيل الأزرق، بعد فشل المفاوضات التي ترعاها الآلية الافريقية بقيادة ثامبو امبيكي رئيس جنوب افريقيا السابق.

انشغال مجموعة مشار:
الصحفي المتخصص في شؤون الحركة الشعبية، ودولة الجنوب عمار عوض المقيم ببريطانيا قال إن عودة مشار تعني في مجملها بداية الطريق الصحيح لعملية السلام في الجنوب، لأنها ستفتح الباب أمام تشكيل حكومة قومية في الجنوب وبداية ممارسة مشار لمهامه، لكن بالنظر لما يمكن أن يحدثه رياك من حيث التأثير أو التضييق على الحركات السودانية المسلحة الموجودة في جبال النوبة، والنيل الأزرق، وجنوب دارفور، يبقى هذا الاحتمال ضعيفاً جداً إذا أخذنا في الاعتبار النفي المتكرر من الحركات المسلحة وحكومة الجنوب، بأنهم لا يتبادلون المنافع، لكن إذا سلمنا (جدلاً بعكس هذه الفرضية) نجد أن العوامل السياسية في جوبا ليست في صالح مشار، لإحداث اختراق كبير يخدم به حكومة الخرطوم، لأن مشار وجماعته سيكونوا منشغلين بتثبيت أقدامهم في حكومة دولة الجنوب التي بها أطراف كثيرة، تضمر إفشال عمل مجموعة مشار بمعنى أن هذه المجموعة ستخوض صراعاً للبقاء أمام خصومهم القدامى في حكومة الجنوب، ولن يكون بمقدورهم العمل لصالح أجندة الخرطوم، لأن ذلك سيصعب وضعهم في الصراع الداخلي المرتقب.
توجيهات لحركات دارفور:
القائد العام السابق لحركة العدل والمساواة بجنوب كردفان عمار آدم محمد، الذي يشغل حالياً منصب الأمين السياسي لحركة العدل والمساواة باقليمي دارفور وكردفان المشاركة في الحوار الوطني.. قال لـ ( آخرلحظة) أن رياك مشار وتعبان دينق كانا من أكبر الداعمين للحركات المسلحة قبل انشقاقهما عن سلفاكير، واستضافا الفصائل بولاية الوحدة في بانتيو، كما أن حركات دارفور شاركت معهم في ضربة هجليج، مردفاً أن عودة مشار الى جوبا وتنفيذ اتفاق السلام سيقيد تحركات الحركات، وأن ذلك تم بالفعل حيث صدرت توجيهات بعدم تحركها نهاراً، وأن تتحرك ليلاً فقط في الجنوب
:بداية النهاية
عمار أوضح أن حركة العدل والمساواة بقيادة جبريل ابراهيم، هاجمت بانتيو واستولت على أموال من أحد البنوك هناك، وعدد من السيارات التابعة لحكومة تعبان دينق، وهي معروفة كما أن التحرك بها يشكل خطراً على الحركة، هذا بجانب أن لها العديد من الشاحنات التي تعمل في الطرق، كانت قد استولت عليها وتستثمر فيها في الجنوب، موضحاً أن قوات رياك مشار تنتشر في المناطق الحدوية، وبعد أن أصبحت جزءاً من الحكومة، فإن حركات دارفور ستواجه مصيراً سيئاً وهي بمثابة بداية النهاية لها.

اخر لحظة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.