“تابو” في تركيا.. التحرّش لا يرحم أطفالها

عاد التحرّش الجنسي ليتصدر قائمة المواضيع الساخنة على المستوى السياسي والإعلامي في تركيا، بعد وقوع عدد من الحوادث كان آخرها بداية شهر مارس/آذار الماضي، حين اعتقلت الشرطة في ولاية كارامان (غرب) المدرّس معمر ب. (52 عاماً) الذي يعمل في إحدى المدارس الابتدائية في المدينة. هو كان متطوعاً في إحدى المؤسسات التعليمية الخيرية، وقد أظهرت التحقيقات والتقارير الطبية أنه اعتدى جنسياً على عشرة تلاميذ ذكور في المؤسسة.
يقبع هذا المدرّس اليوم في السجن، وقد طالب الادعاء العام في المحكمة الجنائية بسجنه لمدة 600 عام، بتهم عدة منها الاعتداء الجنسي على الأطفال وتقييد حريتهم والإيذاء المتعمد وتعريضهم لمشاهدة صور وتسجيلات فيديو فاضحة.
لم تمضِ أيام على هذه الحادثة، حتى اعتقلت الشرطة في ولاية أرتفين (شمال شرق) أحد المدرّسين في المرحلة الثانوية بتهمة التحرش الجنسي بالأطفال أيضاً، بعدما عمد أحد تلاميذه السابقين الذين تعرّضوا لذلك عام 2002 إلى زيارة المدينة بعد تخرّجه من الجامعة وتعيينه مدرّساً. عرف أن مدرّسه السابق ما زال يتحرش بالأطفال فتقدّم بشكوى ضده. وقد أظهرت التحقيقات أنه خدع اثنَين من تلامذته الذكور واستدرجهما إلى منزله.
كذلك، تناولت وسائل الإعلام تعرّض فتاة تبلغ من العمر 13 عاماً للاعتداء الجنسي المتكرّر من قبل والدها وعمها وشقيقها الأكبر في ولاية غوروم، فيما أثبتت تحاليل الحمض النووي أنها حامل من والدها. أخبرت الفتاة مدرّستها بما حصل معها، فسارعت الأخيرة إلى إبلاغ الشرطة.
وشدّد البرلمان التركي العقوبات بحق مرتكبي العنف الجنسي عام 2012. ولمواجهة هذه الجرائم، شُكلت لجنة نيابية جديدة مؤلفة من جميع الأحزاب السياسية للتحقيق في هذه الجرائم، واقتراح إصلاحات قانونية وتنظيمية للحد منها، وزيادة حماية الأطفال الأتراك. وعلى غرار معظم المجتمعات في الشرق الأوسط، يبقى موضوع التحرّش الجنسي واغتصاب الأطفال من المحرّمات في المجتمع التركي. الأهل يتحاشون الحديث عنه، خوفاً على سمعة أطفالهم، أما الأخيرون فيخشون الشكوى. لذلك، لا يمكن تقديم إحصاءات دقيقة في هذا الشأن، إلا من خلال تتبّع محاضر الشرطة. بحسب مركز الإحصاء التركي التابع للحكومة، تقدّم 11 ألفاً و95 طفلاً بشكاوى لتعرّضهم للاستغلال الجنسي، منهم 377 ذكراً في عام 2014.
وتفيد البيانات المتوفّرة بأن الفئة العمرية التي تتراوح ما بين 15 و17 عاماً، تشكّل 57.6 في المائة من مجموع الذين تقدموا بشكاوى، بينما تشكّل الفئة العمرية التي تتراوح ما بين 12 و14 عاماً 23.9 في المائة. أما النسبة المتبقية، فهي تشمل من تقلّ أعمارهم عن 11 عاماً. وكانت للمدن الكبيرة الحصة الأبرز في عدد الشكاوى، فحلت إسطنبول في المرتبة الأولى مع 1234 شكوى، ومن ثم إزمير مع 786 شكوى، وأضنة مع 528 شكوى، وأنطاليا مع 524 شكوى، ومرسين مع 463 شكوى، وأنقرة مع 424 شكوى، وقايسري مع 419 شكوى، ودياربكر مع 334 شكوى.

العربي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.