إجتماع المعارضة بـ(جوبا).. العودة إلى مربع الإتهامات

لم يقف كيل الإتهامات بين دولتي السودان بدعم ومساندة كل دولة لمعارضة بلدها، بالرغم من تحسن العلاقات بين البلدين في الأونة الأخيرة، ليتواصل عرض إسطوانة أن الخرطوم تدعم معارضة جوبا بالمال والعتاد والعكس صحيح، مع إقتناع كلا الحكومتين بجوبا والخرطوم بدعمها معارضة الدولة الأخرى، بينما يكون العكس لدى حديثهما السياسي عندما يلتقيا في المناسبات التي تجمعهما، ليتدثر كل منهما بعباءة الحرص على مصلحة الآخر، ودونكم ما أعلنته جوبا في أكثر من مناسبة، وكذلك حكومة الخرطوم بشأن تقديمها للدعم أو الإيواء لقوى التمرد والمعارضة السودانية على أراضيها، ودائماً ماً تلمح بأن السودان يأوي معارضيها على أراضية ، غير أنها تتحاشى إثارة الأمر حفاظاً على العلاقات الثنائية بين البلدين.

(2)
في الوقت الذي تمضي فيه العلاقة بين الدولتين بصورة طيبة، كشفت مصادر مطلعة لـ(ألوان) أمس الأول، النقاب عن إجتماع إنعقد بجوبا نهاية الأسبوع الماضي ضم مسئولين في حكومة جنوب السودان وقيادات ما يسمى بالجيش الشعبي قطاع الشمال، وناقش الاجتماع احتياجات القوات ودعمها اللوجستي من سيارات ومعدات وأسلحة وذخائر ووقود وتشوين غذائي وكيفية وصول كل ذلك في سرية تامة لمنطقة جبال النوبة لأغراض عمليات الصيف وخلص الاجتماع بحسب المصدر للتوجيه بوضع خطة تفصيلية وذات سرية عالية لإنفاذ تلك الترتيبات، وحضر الاجتماع من جانب دولة الجنوب كل من وزير الدفاع ومدير جهاز الأمن والاستخبارات، ومن جانب المتمردين ياسر سعيد عرمان واللواء عزت كوكو قائد عمليات الفرقة الأولي جبال النوبة والعميد استفانوس ناصر، وأضاف المصدران ذات المجموعة انضمت لاجتماع أخر انعقد وسط حراسة مشددة من الاستخبارات اليوغندية في منزل مالك عقار بمنطقة بقلوبي بيوغندا ضم مالك عقار وياسر عرمان وعزت كوكو والطيب خليفة ومبارك اردول وبثينة إبراهيم ديار وجواهر سليمان وممثلين من الحكومة اليوغندية، وغاب عن الاجتماع عبد العزيز الحلو المتواجد بجوبا وجقود قائد أركان ما يسمي بالجيش الشعبي قطاع الشمال لتواجده بجبال النوبة.
(3)
وكانت جوبا قد أشارت بأصابعها نحو الخرطوم في أكثر من مناسبة إبان الصراع الدائر بين الحكومة والمعارضة بدولة الجنوب بأنها تدعم قوات مشار المعارضة، على الرغم من تحسن العلاقات بين البلدين في الآوانة الأخيرة ، وبعد اللقاء الجامع بين قطاع الشمال وجوبا، الكرة الآن في ملعب الأخيرة إما أن تعود للمربع الأول لدعم قطاع الشمال _المعارضة المسلحة_ وأما أن تغلق الباب في وجه المعارضة، ولربما كان اللقاء أبعد مما جاء في الأخبار، (ألوان) بدورها سعت إلى إستنطاق الخبير في الشأن الجنوب السوداني د. مهدي دهب والذي وصف العلاقة بين الدولتين بأنها أشبه بتوأم سيامي إذا قاموا بعملية جراحية لفصلهما يعيش واحد ويتوفى الآخر، وأضاف بالقول: بين الدولتين تداخلات شتى، يأتي على رأس التداخلات الحركة الشعبية التي تتحرك بين القطرين، لافتاً إلى أن الحركة الشعبية الحزب الحاكم بجنوب السودان لم يحسم علاقته مع قطاع الشمال، ويرى دهب أن طبيعة العلاقات الواقعية يجب التخلي عن الحركات المسلحة في السودان وأن تلتفت لدولة الجنوب ولمصالحها. ويقول دهب: الحركة الشعبية عقب اجتماعها الذي تم بالجنوب اثبت عدم قدرتها عن التخلي عن علاقتها بالحركة الشعبية قطاع الشمال، والحال يشبه لحد كبير عدم قدرة المؤتمر الوطني عن الاستغناء عن أنصاره في جنوب السودان، منبهاً إلي أن عدم قدرة النظامين إلي التدخلات الطبيعية بينهما. محدثنا دهب وجد وصفة للعلاقات بين الأنظمة والمعارضة بين الدولتين بان يتعاملا مع الحركات بحسم حتى تنعم الدول باستقرار.
(4)
من جانبه قال الخبير الأمني اللواء معاش حسن بيومي في حديثه لـ(ألوان) أمس: لدي تحفظات حول مصدر الخبر، مضيفاً: ما حدث يعتبر عبثاً لأني اعتقد وراء ذلك الخبر جهات معينة تريد أن تخلق أجواء متوترة بين البلدين، بيومي لم يستبعد أن يكون قطاع الشمال وراء بث الحديث وله ما بعده، إلا أن بيومي عاد وقال أن الأجواء العامة في دولة الجنوب تسمح بعقد اجتماعات ويمكن أن توجد جماعات في حكومة الجنوب تدعم قطاع الشمال لا سيما وان الجنوب يعيش في حالة سيولة وبلد وصفت بالفاشلة، ووصف الحديث عن انعقاد الاجتماع بعمل استخباراتي متمكن، والمح بان تكون إسرائيل وراء ذلك، جوبا اكتفت بالصمت ولم تبدي رأيها فيما نشر منذ أكثر من ثلاث أسابيع بان جوبا احتضنت اجتماعا لقطاع الشمال تبحث فيه إمكانية دعمها للقطاع استعدادا لخوض حرب الصيف الجاري. ولمزيد من التأكد ألوان اتصلت بالسفير الذي اعتذر بلطف لأنه في اجتماع ولا يستطيع التحدث. لتبقي جوبا الوحيدة التي تملك طلاسيم ما يدور في أرضها.

المصدر: الوان

تعليقات الفيسبوك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.