“السمنة” توشك أن تتحوّل إلى مطلب رجالي الباحثات عن البدانة.. سوق الزواج يفرض شروطه

(الثورة بالنص) و(المسجور) و(الجيران اتخلعوا) حبوب شهيرة

ناشطة: البنات “يستاهلن” لأنهن ساهمن في مقياس الكيلو بعدما فرطن في كينونتهن

باحثة: المجتمع روج للمفاهيم التي تدعو إلى السمنة

موظف: الرجل يريد المرأة البدينة والفتاة الرشيقة لا تجذب اهتمام الكثيرين

دكتور أشرف حسن: (حبوب الفواكه) مضادة للحساسية واستخدامها عشوائياً يؤدي إلى فشل وظائف الكلى

ارتفعت وتيرة النقاش بين “عمر” وزوجته فأخذ يبحث عن مخرج سريع نسبةً لموقفها القوي لكنه لم يجتهد طويلاً، وبنصف ابتسامة قال لها: (إنتي مالك ضعفتي كده)؟! ليتحول مسار الخلاف إلى موضوع آخر، نعم إنه (هاجس الوزن) الذي أصاب الكثيرات، ما بين باحثة عن النحافة ونقيضها وذلك عبر شتى الوسائل من تعاطي (حبوب تسمين) و(حقن)، وخلافه ورغم الخطوات الواسعة التي قطعتها الفتيات اللائي يبحثن عن النحافة الا أن هناك حملات وضغوطاً أخرى تقودهن نحو البدانة من ثقافة سائدة روجت لها الحبوبات، وحمل رايتها الرجل فكانت ضحيتها المرأة. لكل هذا وذاك حاولنا الوصول إلى بعض النقاط التي قد تعمل على درء ما تبقى وعكس مخاطر الوسائل السريعة للتسمين.

نظرة عن قرب

لم نجد صعوبة في الوصول إلى الكثير من الفتيات اللائي يستخدمن حبوب التسمين فسيماهن واضحة على أجسادهن والتي صحبتها العديد من الاعترافات، فقد أكدت لنا (و) أنها تشتري بعض الحبوب ولكن على حد قولها (ما متذكره اسمها لأني بعرف بس شكل الشريط الذي أهدته لي إحدى الصديقات، ومن التجربة صرت أقدمه لصاحب البوتيك وأضافت (و) بأن الشريط بـ(100 جنيه) ورغم سعره المكلف لكنه أزاح عني هماً كبيراً، وأضافت صديقتها بأنها تستعمل حبوب النجمة لكن لا تدرك اسمها العلمي، ولا حتى استعمالاتها الحقيقية وكانت تستخدم حبوب الفواكه منذ سنوات ومن قبلها استخدمت (الصفقة)، ثم أضافت ضاحكة بأنها لم تكل من التجارب المتواصلة إلى أن أخذت شكلي الحالي الذي اختلف عن السابق تماماً فقد كنت نحيفة جداً ومثار تعليقات كل من حولي. توقفنا عند هاتين الحالتين لعكس مدى عدم الوعي وقلة الحيلة التي تعاني منها أغلب الفتيات.

في السوق

وجدنا صعوبة في إيجاد إجابات واضحة من التجار فأغلب أصحاب المحال التجارية امتنعوا عن الحديث وهناك البعض الذي أجابنا بريبة وحذر فقد اكتشفنا أن هؤلاء التجار يتعاملون مع زبائن معتمدات لديهم فقط وتلقينا الإجابة من صاحب بوتيك والذي لم نكشف له عن هويتنا ومهمتنا ورغم ذلك أجابنا بتوجس عالٍ بإجابات لم تشف الغليل بأن الأسعار تختلف من 7 جنيهات و50 جنيها وحتى 100 جنيه، وعندما هاجمناه بأن هذه التسميات التجارية كـ(أبو نجمة) و(أبو صفقة) و(المسجور) و(الجيران اتخلعوا) و(الثورة بالنص)، تساعد حركة البيع لكنها تفاقم من الأضرار فأجابنا قائلاً بأن هذه التسميات من البنات أنفسهن، وأن أغلب البضائع تأتي تسميتها من التجار الا أن هذه الحبوب تحديداً فإن البنات هن اللائي يضعنها، تركناه ونحن نقلب أيدينا على تلك المصائب التي تضعها تلك المفاهيم المجتمعية.

الجيران اتخلعوا

الزميلة “آمنة حسن” قالت عن قضية التسمين: معظم حبوب التسمين مثل (الجيران اتخلعوا) و(الهجمة) تستخدم أصلاً كعلاجات للغدة والأمراض النفسية، وهذا ينم عن قلة وعي البنات المستخدمات لها، ولا يبرر الأمر أن البدانة (مطلب رجالي) لكنها تضاعف من المرض وإذا رغبت الشابة في زيادة وزنها عليها استشارة الطبيب وهو من يؤكد مدى حاجتها وكيفية معالجة الأمر.

أما الشاب “عمر حسن” فاكتفى بذكر وصية صديق له: (ما تدقس تتزوج مرة سمينة.. حتتخمل.. إتزوج واحدة مناسبة تكون.. عافية و”سبورت”)، فيما قال التاجر “حسن سيد علي”: إن (المشكلة تكمن في أن المرأة السمينة تتعرض لمضايقات كثيرة وتلقى أبشع التعليقات.. عشان كده أنا ما بنصح النسوان يسمنوا). أما “سيف عبد الله” فقال: (بالنسبة للنسوان المتزوجات بشوفو الرجال مهتمين بالمشهورات من الفنانات والممثلات ويحاولن تقليدهن بشتى الوسائل). بينما أكدت “إخلاص مجدي” – صاحبة مشتل: (المحيرني ان البنات ديل الواحدة لو قلتي ليها ضعفتي بتعمل فيها فرحانة وإحساسها الداخلي عكس ذلك).

وذهبت الشابة “نهى علي” إلى القول بأن مفهوم الرجال قد تغير عن المرأة البدينة نوعاً ما وأصبح الكثير منهم يشركون زوجاتهم في مراكز رشاقة لأن السمنة تحمل معها العديد من الأمراض وليس هذا فحسب بل إن هنالك العديد من الفتيات يدخلن في برامج (ريجيم) من أجل الزواج حتى يظهر فستان الزفاف بصورة جميلة.. إذن بدأ مفهوم السمنة والبدانة يتغير، أما “عوض سر الختم” – موظف – فقال: (من زمان الواحد يدعو ليك: الله يديك مرة سمينة ودهينة.. فالمرأة الممتلئة تعتبر مطلبا شعبياً.. ومعظم الرجال في داخلهم يفضلونها سمينة وأنا بصراحة المرة الضعيفة ما بتنفع معاي)!!

بينما دافعت الخالة “عوضية” عن الفتاة الممتلئة، وقالت (يا بتي المرة الجيعانة ما سمحة.. ومهما كان نحن ما بنتخلى عن عاداتنا ابتداءً من تغذية البنات عند الزواج والوضوع فمثلاً عند الزواج لازم أهل العريس يجيبوا جرادل الطحنية والسمن وزمان كانوا بشربوا العروس (الموص) و(العكارة) .

وعلى صعيد آخر فقد ذهبت “نهى حيدر” – ناشطة – إلى القول: (بعيداً عن كل هذا، فلماذا تجرد المرأة من كينونتها وتلخص في أكوام وكيلوجرامات من الشحوم، وإلى متى نتخطى حاجز الشكل وندخل في الموضوع، فأنا أربأ بنفسي عن النقاش في هذا الموضوع.. لكن أقول البنات يستاهلن البحصل ليهن)!!

استخدامات خطيرة

ولمزيد من الإضافة التقت (الصيحة) بدكتور أشرف حسن الذي قال: هناك حبوب تستخدم لأغراض التسمين، مع أن غرضها الأساسي غير ذلك فمضادات الحساسية (ديكساميزون) تستخدمها البنات ومن آثارها الجانبية أنها فاتحة للشهية والكثيرات يستخدمنها بإفراط من غير استشارة الطبيب، مما يؤدي إلى حدوث أعراض أخرى غير مرغوب فيها كزيادة الوزن أكثر مما هو مطلوب أو تكوين ماء تحت الجلد، أما (حبوب الفواكه) فاسمها العلمي (سيبروهيتوين) وهي أصلاً مضادة للحساسية واستخدامها عشوائيا يؤدي إلى فشل وظائف الكلى، إضافة إلى حبوب الاكتئاب. والتي قد تعمل على تبلد المخ وخموله. أما الحقن فهي تعمل على تثبيط المناعة إضافة إلى علاج السكر وهو الأكثر استخداماً والعديد من التركيبات الدوائية التي تستخدم في غير وضعها، وقال دكتور أشرف: في ختام حديثي أنبه الفتيات إلى الابتعاد عن تناول حبوب التسمين وأن الوزن الآمن يعتمد على الغذاء الذي يحتوي على الدهنيات والنشويات والسكريات بنسب معقولة وثابتة تنشط الشهية الطبيعية، مضيفاً أن السمنة الزائدة عن حاجة الجسم تؤدي للإصابة بعدد من الأمراض والمشاكل وتشكل خطورة بالغة عليهن لاسيما وأن السمنة في نظري تعد مرضاً وأن الرشاقة أفضل والوزن المعتدل هو الأفضل.

حالات وفاة

بينما أكد مصدر مأذون بوزارة الصحة بأن هناك العديد من حالات الوفاة نتيجة للاستعمالات الخاطئة لبعض الأدوية، التي تدخل بصورة غير قانونية إضافة إلى أنها تباع في أماكن غير مرخص لها علاوة على وجود بعض العلاجات غير مصرح بها وليس بها تاريخ صلاحية، وأضاف المصدر: لذلك أنصح الفتيات بعدم شراء الحبوب والأدوية التي تباع خارج الصيدليات خاصة تلك التي تباع في البوتيكات لا سيما وأن نسبة الوفيات والأمراض تمضي بصورة متزايدة، فهذه العقاقير في الأصل عبارة عن “حبوب” حساسية تسبب أمراض الفشل الكلوي وانخفاضا في الدورة الدموية وتصلُّب الشرايين، إضافة إلى سرطان الجلد.

الوصفة المناسبة

أما خبيرة التغذية “وفاء محمود” فأجابتنا بأن أفضل طريقة لامتلاك وزن مناسب هي وصفة بسيطة وغير مكلفة “ملعقة عسل نحل أصلي (على الريق) وتشرب بيضتين شراب وليس (سلق) أو (تحمير) إضافة إلى (ملعقتين من مسحوق الحلبة) أو (شراب).

مفاهيم مجتمعية خاطئة

بينما قالت الباحثة الاجتماعية “إخلاص نورين” ان المجتمع قد روج للعديد من المفاهيم التي تدعو إلى السمنة، عبر (نقة) ضد البنت النحيفة: على شاكلة (هوي مالك بقيتي سهتانة وجربانة كدا)؟! (أمك ما بتأكلك)؟! (ما في راجل بعاين ليك)، ونجد للأثر الثقافي القديم دورا كبيراً في ثقافة (حجم المرأة)، وقد روجت الحبوبات والأغاني لمقياس (سمين) فنجد: (المربوع بي كتفه هادل).. و(القوام اللادن والحشا المبروم)، (لا ضعيفة مهلهله.. ولا سمينة متندلة).(الضعف ده سوء تغذية..!!) ويبدو أن الاهتمام بالمرأة الممتلئة نابع من ثقافة عربية فقد كان للعرب قديماً مقاييس تصب في ذات الاتجاه الداعي إلى (السمنة)، فسموا المرأة التي أعلاها نحيف وأسفلها ممتلئ بـ (العبلاء)، أما (خفيفة الشحم) فسميت (الزلاء)، وكنوا عن الممتلئة بـ(خرساء الأساور)، وغيرها من الكنايات.

وعليه أصبحت المرأة السمينة هي المفضلة عند الرجال، ورغم أن دراسة حديثة قد أجابتنا على السؤال الشهير، أيهما يفضّل الرجل فعلياً؛ المرأة النحيلة أو السمينة؟ لكن الإجابة كانت لا هذه ولا تلك! فقد تبين أنّ الرجال إجمالاً ما ينجذبون نحو المرأة بمقاس معتدل و”طبيعي”، ولكن مع بعض الانحناءات في المواضع التي أطلق عليها “الأماكن الصحيحة ويعبّر الرجال المشاركون في الدراسة عن أنّ هذا الشكل من الأجسام يوحي لهم بالأنوثة، في حين أنّ النحافة المفرطة لا تجذب معظمهم على الإطلاق.

افضلية

لكن كان لعلماء التنمية البشرية رأي مغاير فقد أكد لنا د. محمد حسنين الأخصائي النفسي وخبير التنمية البشرية بأن على المرأة أو الفتاة أن تضع في حسبانها بأن عموم الرجال لا يفضلون المرأة الممتلئة أو بعبارة أصح هناك من الرجال من يفضل المرأة الممتلئة ولكن بالمقابل يوجد من يفضل المرأة النحيفة. ولعل أهم الأسباب التي تجعل الرجل يختار البنية الجسدية لشريكة حياته هو ذوقه، ولكل رجل ذوقه. فكما أنه يوجد رجال يحبون المرأة الطويلة وآخرون المرأة القصيرة، ويوجد رجال ممن يحبون المرأة الممتلئة وآخرون المرأة النحيفة، ولكن بالمقابل يوجد ما هو أهم من الجسم والوزن ألا وهي الشخصية وطريقة التعامل والسلوك، لذلك من الجميل أن تكون بصحة جيدة وتمتلك وزناً مثالياً، لتحقيق ذاتها وتكون في نفس الوقت مصدر إعجاب من الطرف الآخر، ولهذا يجب التركيز على كيفية تطوير النفس نحو الأحسن الشيء الذي يضمن الاستقرار النفسي والتقدير بمن هم حولك.

وختم محمد حسنين باستنكاره لإعلانات زيادة الوزن لأماكن محددة فهنا الأمر لا يعدو سوى هواجس نفسيه ليس إلا يستغلها بعض المنتفعين والتجار.

 

المصدر:الصيحة.

تعليقات الفيسبوك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.