لأكثر من 24 ساعة .. إختفاء طالبتي إبتدائي بمدينة جدة والعثور عليهما بأعجوبة

استفاق أهالي جدة من صدمة اختفاء طالبتي المرحلة الابتدائية آمنة جنبي ونورة المغربي، بالعثور عليهما بصحة جيدة مساء أمس في أحد المراكز التجارية «المولات»، بعد تغيب دام أكثر من 24 ساعة، وأعاد الى الأذهان واقعة اختطاف الطفلة جوري الخالدي في الرياض.

ففي وقت استبد القلق بذوي آمنة ونورة الطالبتين في المدرسة الابتدائية 170، واستنفرت الأجهزة الأمنية المختصة للبحث عنهما، تعرف عليهما أحد حراس المركز التجاري حينما كانتا تتجولان داخل المول، وحولهما الى ادارة المركز التي بدورها أبلغت الجهات الأمنية التي تحفظت عليهما لاستكمال التحقيقات حول دوافع اختفائهما بعد استبعاد فرضية اختطافهما، وإخلاء سبيل أشخاص دارت الشبهات حولهم، ومنهم مقيم عربي الجنسية ومواطن في العقد الثاني من عمره.

وجرت إحالة أوراقهما الى جهة الاختصاص حسب الناطق الإعلامي لشرطة منطقة مكة المكرمة العقيد الدكتور عاطي بن عطية القرشي، لافتا الى أنه اثر ورود بلاغ عن تغيبهما أمس الأول بعد خروجهما من المدرسة تم تشكيل فريق عمل أمني بمتابعة مدير شرطة محافظة جدة اللواء مسعود بن فيصل العدواني.

ووفقا لمصادر «عكاظ» فإن الفريق الذي شكلته شرطة جدة من ضباط من شعبة التحريات والبحث الجنائي ومحققي مركز شرطة النزهة، سجل افادات ادارة المدرسة والحارس ووالدي الطالبتين، وما إذا كانت لديهما أي شكوك بشأن حادثة اختفائهما، وتأكد لدى ضباط التحقيق عدم امتلاك الطالبة آمنة لجهاز جوال، فيما تمتلك الطالبة الأخرى جوالا ظل مغلقا طوال الوقت، واستبعدت فرضية الاختطاف بعد العثور على حقيبتي الطالبتين داخل المدرسة، والتأكد من حضورهما الحصة السابعة والأخيرة.

حارس «المول» يكشف التفاصيل لـ(عكاظ) :
روى الحارس الأمني في المركز التجاري عبدالإله محمد خليل لـ «عكاظ» تفاصيل عثوره على الطالبتين آمنة ونورة، مبينا أنه شاهدهما في المركز البارحة الأولى، ورصد في حينه تعرضهما لمضايقات من بعض الشباب دون تجاوب منهما، وتدخل لمنع أولئك الشباب الذين لاذوا بالفرار الى خارج المول، وطلب منهما العودة لأسرتيهما.

وأضاف بعد نشر صورتيهما على مواقع التواصل الاجتماعي حزنت على عدم تعرفي عليهما في حينه، ولذلك حينما شاهدتهما في أحد ممرات المركز للمرة الثانية البارحة تعرفت عليهما على الفور وتوجهت بهما الى ادارة المركز. وقالتا في افاداتهما الأولية إنهما توجهتا الى الكورنيش عقب خروجهما من المول مساء أمس الأول، وظلتا هناك الى أن عادتا الى المركز بعد فتح أبوابه في اليوم التالي «أمس».

اتهام ادارة المدرسة بالتقصير
اتهم عبدالرحيم جنبي (والد آمنة) ادارة المدرسة الابتدائية 170، بعدم إغلاق الباب الخلفي للمبنى، وعدم تخصيص حارس في الباب الرئيسي وتركه مفتوحا أمام ضعاف النفوس أو أمام الطالبات الصغار اللاتي لا يعين ما يحدث، مضيفا ابنتي في الثانية عشرة من عمرها ولا تعي ما حولها، وهي متفوقة في دراستها، ولم يسبق أن شاهدت ما يثير الريبة، وهي من أسرة مترابطة. وقال لدي خمس فتيات جميعهن درسن في هذه المدرسة، وترافق آمنة حاليا إحدى شقيقاتها في الصف الرابع الابتدائي، وعندما توجهت إلى الحافلة لإعادتها للمنزل، لم تعثر على شقيقتها آمنة، فعادت إلى المدرسة تبحث عنها، فقد تكون في دورة المياه أو الفصل، وعندما لم تعثر عليها أبلغت ادارة المدرسة، وفور علمي باختفائها حضرت إلى المدرسة وسألت الحارس عن مشاهدته لها وهي تغادر المدرسة، وأكد لي أنه لم تخرج أي طالبة دون حضور ذويها من الباب الرسمي للمدرسة.

وأبدى استغرابه من تصرف ادارة المدرسة، دون أن تبلغ عن اختفاء ابنته وزميلتها، وقال قد يكون أحد ضعاف النفوس اختطفها، أو انها سقطت في حفرة للصرف الصحي أو تعرضت لأي ظرف خارج عن ارادتها، خاصة أن للمدرسة بابا خلفيا قد تكون خرجت منه، ولكن هل يعقل ألا يحضر الدفاع المدني إلا عقب صلاة العشاء لتمشيط المبنى بحثا عنها في بعض المواقع التي قد تكون سقطت بها، وأتساءل: لماذا لم تبلغ ادارة المدرسة وتخلي مسؤوليتها على الفور؟. وزاد، عندما سألت مديرة المدرسة عن سبب عدم ابلاغ الدوريات الأمنية، أجابت بقولها «ما نبي فضايح»، ولا أدري عن الفضائح التي تتحدث عنها، وتتجاهل مصير ابنتي الصغيرة والتي لا تعي ما حولها.

واختتم قائلا سبق أن طالب حارس المدرسة بإغلاق الباب الخلفي، كونه يشكل خطرا على الطالبات، ولا يوجد حارس عليه، ولكنه للأسف لم يتفاعل مع طلبي حتى وقع الفأس بالرأس، ونحن الآن نبحث عن طالبتين، فيما أغلقت ادارة المدرسة الباب الخلفي صباح أمس.

بيان التعليم
من جانبها أصدرت ادارة تعليم جدة بيانا، كشفت فيه تفاصيل حادثة اختفاء‏‏ الطالبتين بعد انصراف الطالبات بعد الحصة السابعة أمس الأول، لافتة على لسان متحدثها الرسمي عبدالمجيد الغامدي الى أن إدارة المدرسة أكدت تواجدهما في الحصة السابعة وانصرافهما في نهاية اليوم الدراسي وترك حقيبتيهما في فصليهما. ووفقا لتأكيدات إدارة المدرسة، لا يفتح الباب الخلفي إلا للمدرسة المسائية، حيث ينتقل الحارس من الباب الصباحي إلى الباب المسائي مباشرة.

عكاظ

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.