نسبة لفقرها .. مستشفي كبير بامدرمان يرفض انقاذ امراة حامل.. وشهامة طبيب تنقذ الموقف!

رفضت إدارة مستشفى تخصصي كبير بمنطقة الشهداء أم درمان إجراء عملية قيصرية لمواطنة إلا بعد سداد رسوم العملية كاملة مما دعا الطبيب (ح.ع .أ) المتابع للحالة وهو استشاري النساء والتوليد بالمستشفى كتابة تعهد لدى الإدارة بدفع المبلغ المحدد للعملية كاملاً وإجراء العملية ليتم إنقاذ الأم والجنين بعد تعثر إجراء الولادة الطبيعية.

تعود أصل القضية الى وجود بند بالمستشفى الخاص يمنع إنقاذ الأم أو الجنين حتى في الحالات الخطر ما لم يتم سداد مبلغ العملية كاملاً، جاءت الأم في الموعد المحدد لولادتها ولكن حدث ما لم يكن فى الحسبان للأم (خ.ع) والتي كان من المفترض أن تجري عملية ولادة طبيعية بحسب حديث الطبيب المختص والمتابع لحملها ولكن حدثت تطورات للأم والجنين حيث حدث تذبذب لنبض الجنين وظهور سائل أخضر يعرف عند القابلات بأن الجنين (عقة) أي ساءت حالته ويسمى علمياً بـ(fetal distress) وتلك الحالة تعرض الطفل للضياع أي الموت اذا لم يتم إنقاذ الأمر دون تأنٍّ وإنقاذ الأمر يكون بسبيل واحد وهو إجراء عملية قيصرية ومستعجلة

الأمر الذي اوصى به الطبيب المتابع للأم إلا أن إدارة المستشفى تمسكت بقانون لها يمنع إجراء أي عملية جراحية دون سداد الرسوم والذي بمقتضاه يتوجب على ذوي الأم دفع الفرق بين الولادة الطبيعية والقيصرية ونظراً لتأخر الوقت حيث كانت الساعة حينها السابعة مساءً والجمعة (يوم عطلة ) فقد تعهد ذووها بتكملة المبلغ في الصباح إلا أن الإدارة رفضت ذلك وأصرت رغم كل محاولات الترجي الإنسانية من ذويها، فناشد الطبيب المباشر إدارة المستشفى مبيناً أن أي تأخير في الوقت يعرض الجنين للضياع

كما أخبرهم أنه اذا تمت إحالة الأم إلى أي مستشفى آخر فيه خطورة عليها وعلى الجنين وجاء رد الإدارة بالرفض مرة اخرى، عندها تعهد الطبيب المعالج بسداد مبلغ إجراء العملية القيصرية والتكفل به كاملاً في حالة عدم سداد ذوي الأم للمبلغ وعلى اثر ذلك التعهد تم إجراء العملية وإنقاذ الأم والطفلها من الموت (رغم أنه من المفترض أن يلتزم ذوو المريضة بذلك)

وبعد خروج الطبيب من غرفة العملية واطمأن على صحة الأم ومولودها رجع بعدها الطبيب الى إدارة المستشفى بناءً على طلب الإدارة بضرورة عودته لها قبل مغادرته للمستفشى لتدوين تعهده كتابة فدونه على ظهر الأورنيك الطبي الخاص بالأم. فهل يتسع قانون الرحمة ليجبر تلك المراكز العلاجية بوضع تلك اللوائح وتصحيحها أم سيتركهم لكسب المال قبل أن يلفظ المريض آخر أنفاسه على أبوابها؟

الصيحة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.