أوروبا تصادق على قانون مراقبة الرحلات الجوية

سجل بيانات المسافرين المسمى (PASSENGER NAME RECORD ) ويرمز له بـ “PNR” هو مشروع يدخل في إطار جهود مكافحة الإرهاب والتي تعمل الدول الأوروبية على تكريسها بعد هجمات باريس الأخيرة. هذا الاتفاق يسمح بكشف معلومات شاملة عن المسافرين على متن الرحلات الجوية داخل أوروبا أو القادمين إلى أوروبا من الخارج وهذه المعلومات سيتم تبادلها ما بين جميع دول الاتحاد لمدة 5 أعوام .

الاتفاق يقضي بأن يكون للاستخبارات الأوروبية الحق في الوصول إلى بنك المعلومات الشخصية للأوروبيين أو أي دول حليفة لأوروبا.
حسب رياض الصيداوي رئيس المركز العربي للدراسات في جنيف ” هذا النوع من تبادل المعلومات موجود أصلا بين دول شنغن وسجل بيانات الركاب ما هو إلا إجراء تقني يخص فقط الرحلات الجوية علما أن الإرهاب لا يأتي من خارج أوروبا بل من نلاحظ أن من يقوم بالعمليات الإرهابية هم متطرفون ولدوا و نشأوا وتربوا داخل أوروبا”

أصل المشروع يعود إلى ما بعد أحداث أيلول/ سبتمبر 2001 حيث طلبت الولايات المتحدة من الأوروبيين تزويدها بالمعلومات الشخصية للمسافرين وبعد صراع قضائي ودبلوماسي طويل تمكنت واشنطن عام 2012 من انتزاع مصادقة البرلمان الأوروبي على هذا التعاون وذلك بفضل أصوات الاشتراكيين ونواب الوسط واعترض عليه النواب الخضر وأقصى اليسار معتبرين أن هذه المعلومات الشخصية قد تتعرض لاستعمال وأغراض هدفها مراقبة الأشخاص والحد من حرياتهم .وبعد هذا جاء رجل من وكالة المعلومات الأمريكية اسمه ادوارد سنودن عزز بمعلوماته موقع المعارضين لهذا السجل الأورو- أمريكي .

التضييق على الحريات باسم مكافحة الإرهاب

حسب النائب الأوروبي عن حزب الخضر يانيك جادو ” سجل البيانات يمكن أن يساعد لكنه ليس حلا سحريا ولا يمكن للدول الأوروبية باسم مواجهة الإرهاب أن تقوم بأي شيء وأن تمنع الحقيقة والحديث عن المشكلة الأساسية وهي أن التعاون بين الشرطة والاستخبارات يتم بشكل سيء جدا “.

بعد هجمات باريس دفعت فرنسا لإحياء مشروع سجل البيانات ولجنة الحريات المدنية في البرلمان الأوروبي اضطرت للموافقة عليه، غير أن بعض المنظمات غير الحكومية ترى في هذا الاتفاق وغيره من الاتفاقات التي تُسن تحت طائلة مكافحة الإرهاب بمثابة تراجع خطير داخل الديمقراطيات الغربية وحدا من الحريات. فاليوم تتم مراقبة الرحلات وماذا عن الإرهابيين المتنقلين بحرا وبرا وبطرق غير قانونية؟هذا عدا أن سجل البيانات قد يركز على الأسماء العربية والأجنبية وهذا من شأنه أن يزيد من حالة اللا استقرار داخل المجتمعات الأوربية.

مونت كارلو الدولية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.