الهجرة.. معادلة طردية مع تدني (العملة المحلية)!

الحديث عن هجرات الكفاءات السودانية الى دول البترودولار أو المهاجر الغربية وغيرها من بلاد الله الواسعة لن ينتهي؛ ما دام الاقتصاد السوداني يواصل التراجع (المخيف) منذ خروج البترول مع اتفاقية نيفاشا؛ ولن ينصلح حال الاقتصاد أو الجنيه مالم يتجه الاقتصاد السوداني الزراعي والحيواني والتعديني نحو زيادة الإنتاج.
> جهاز شؤون السودانيين العاملين بالخارج استشعر خطورة الهجرة في الفترة الماضية؛ وتسارع خطواتها في بلد لا زال في مرحلة النمو ويحتاج بشدة الى عقول وسواعد بنيه؛جهاز المغتربين وهو يعمل جهد المقل في هذا الجانب نظم؛ في اليومين الماضيين منتدى أسماه منتدى (الهجرة)؛ وناقش هذا المنتدى الكثير من جوانب الظاهرة.
> تحدث في المنتدى عدد من الخبراء؛ وودت فيه معلومات مهمة منها إحصاءات حديثة لجهاز تنظيم شؤون المغتربين السودانيين عن هجرة نحو 50 ألفاً من الكفاءات السودانية، من أساتذة الجامعات والأطباء والصيادلة والمهندسين والعمال المهرة، بدافع تحسين أوضاعهم المعيشية، بينهم 300 أستاذ من جامعة الخرطوم وحدها.
> ومضى المنتدى في كشف الحقائق (المؤسفة) مثل هجرة 4.979 من الأطباء والصيادلة، و4.435 من الفنيين التقنيين، بجانب مغادرة 3.415 مهندساً، و39 ألفاً من العمال المهرة خلال العام 2014؛ والهجرة في حد ذاتها غير ممنوعة؛ بل هناك الهجرة الرشيدة التي تؤدي لإكتساب معارف اضافية.
> أما أن تكون الهجرة بهذا المستوى (المخيف)؛ فهو الأمر الذي يدعو لـ (وقفة) مع الوزارات والمؤسسات ذات الصلة؛ لوضع الحلول والمعالجات؛ وكما أسلفنا فإنم الحلول لن تتأتى بعيداً عن الحلول الكلية للإقتصاد ووقف الحرب والإنطلاق نحو الاستقرار وعافية العملة الوطنية.
> المنتدى المشار اليه شرح أن هجرة الأساتذة أخطر من هجرة الأطباء والمهندسين والصيادلة لجهة أن الأستاذ يفرخ الطبيب والمهندس والصيدلي؛ وهذا لا يبيح للسلطات المسؤولة فرض عدم الهجرة بقوة القانون؛ فالسفر حق مكفول لكل شخص استوفى شروطه.
> وهذا يعيدنا الى تراجع وزارة الصحة عن قرارها الذي قضى بمنع الأطباء عن السفر للعمل بالخارج؛ إلا بعد اشتراطات معينة؛ وبعد أن وجدت الوزارة رداً عنيفاً من اتحاد الأطباء سارعت الى التراجع من قرارها.
> وذات الأمر ينسحب على الفئات الأخرى؛ إذ ليس من حق الدولة أن تمنع السفر لأي سبب كان؛ في تقديري أن الحلول تكمن في التقاء أصحاب الشأن في المجتمع والدولة في مؤتمر جامع يناقش الأزمة ويضع لها الحلول.. على أن تستصحب أفكار الحل إعادة الاقتصاد السوداني الى مسار النمو والإستقرار.

صحيفة الوان

تعليقات الفيسبوك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.