الشاعرة نضال حسن الحاج في ضيافة «نجوع»

٭ في الطابق الثاني اختارت الشاعرة نضال حسن الحاج غرفة تطل على الناحية الشمالية لتزينها بتراث سوداني جميل ليتم فيه تصوير برنامج قهوتنا.. ملامح الغرفة الأرضية والديكور بقماشة «قرمصيص» وداخل الغرفة نفسها توجد قطية من القش والسعف.. بداخلها مقاعد من الجرتق وتربيزة صغيرة مكتملة الملامح لأغراض القهوة، وأعلى القطية فانوس «لمبة» بداخله توصيلة كهرباء، وخارج القطية صينية من الجرتق، وهناك مناظر تراثية على جدار الغرفة التي تم تلوين جدارها بشكل القش «والزبالة» وفي قلب الغرفة عنقريبان من العناقريب التراثية بزينة الجرتق، وفي قلب العنقريب تجلس الشاعرة نضال وتضع على حجرها مولودها الثاني الذي اختارت له اسم كريم .. وجدناها مبتسمة وبشوشة وكريمة وبسيطة مرسومة على ملامحها الطيبة وحسن النية، وما يميزها أكثر لهجة حديثها الجميلة لسان أهلنا في الجزيرة.. جلسنا معها وكان أول شرطها ألا نخوض في تفاصيل زوجها صلاح ادريس.. قبلنا شرطها وخضنا معها بحر الشعر.

٭ مرحباً بك ضيفة علي «نجوع».
ــ حبابك في بلد الغربة وشرفتينا واتحفتينا وحباب جميع ناس «الإنتباهة» الصحيفة المقروءة التي لها وجودها في اذهان القراء.
٭ أين تقف نضال الآن؟
ــ السؤال شامل لأكثر من إجابة.
٭ على الصعيد الخاص؟
ــ ما يخص نضال والحمد لله كما كنت أطمح ومستقرة وأم لأبنائي خالد وكريم.
٭ وهذا ما شغلك وأبعدك عن الجمهور؟
ــ العاطفة والامومة جزء من حياة الأنثى، والأمومة ممكن تشغل عن العمل اذا كنت مداومة يومياً على العمل، لكن العطاء الأنثوي والمطالبة به لا ينفصل عن عاطفة الأمومة، وهذا ليس خصماً عل« نضال اذا لم يعطها اكثر، وهذا ما فعله فيّ الاحساس الجديد. ٭ اذن ما الذي يشغل نضال عن متابعة الشعر؟
ــ يمكن تكون الغربة والبعد عن الحراك الثقافي.. أما اذا كنت أماً لأربعة أو ستة لا يمكن ان يتأثر عطائي.
٭ آخر الأعمال التي أنجزتها نضال؟
ــ كثيرة، وعندما أرجع إلى السودان هنالك العديد من الأعمال سترى النور قريباً.
٭ هنالك اقاويل في الوسط الثقافي بأنه ليس لديك جديد يذكر .. وأن شعرك تراجع؟
ــ انقطاع الأقاويل عن شخصية معروفة معناها انه فشل، والأقاويل تظل تلاحقني سواء أكانت حميدة أم غير ذلك، ومن قالوا ذلك ليتهم يعرفون اني ظهرت بأعمال كثيرة في السنين الفائتة.. وأنا غير موجودة بالبلد، ولست مطالبة وليست هناك إمكانية بأن اظهر كل فترة على القنوات التلفزيونية بوجودي فى الخارج.. ونضال قد تكون غير موجودة جسدياً ولكن الروح في السودان.
٭ هل تشاركين في نشاطات فى جدة أثناء وجودك بها؟
ــ في البداية شاركت فى أمسية أقيمت في جدة، وأخرى لتكريم أصدقاء الشعر في الرياض، وأمسية أخرى بحضور البشرى.. وهناك مشاركات خفيفة بكل منتديات جدة لاعتبارات كثيرة، وشخصياً أفضل مكان يتجمع فيه الجمهور ليسمع شعر نضال! ولكن الأمسية التي اقيمت كانت على شرف القصيدة عموماً لذا شاركت فيها.
٭٭ ماذا يعني لك عمود «نوافذ» فى صحيفة «المجهر السياسي»؟
ــ يعتبر واحدة من هبات ربنا العظيمة، ولا يمثل لي شيئاً، فأنا مجبرة عليه يومياً واخذ عليه راتباً بقدر انه يمثل لي متنفساً لشيء كان نفسي ابوح به، والفكرة بالنسبة لي هي كمية من الاشياء المتراكمة أخذتها ووضعتها على صحيفة «الاهرام اليوم» ومنها الى المجهر السياسي، واحس دائما برابط روحي لو ما كان دموي بيني وبين قراء عمود «نوافذ».
٭ هنالك غياب متعدد للعمود؟
ــ يمكن لحد ما.. لكن أقول لك ان الكتابة النثرية من القلب للقلب تختلف عن التحليل السياسي والرياضي، وهي ان كانت بشكل يومي مرهقة .. وهذا حال غيابي.. و «نوافذ» متواصلة اثناء وجودي في السودان لأني وسط الواقع اليومي، ويمكن أن اكتب اليوم عن الأدب وغداً عن غلاء الأسعار وعن شيء حدث في المواصلات، ولكن بُعدي عن الوطن تبرير كافٍ لغياب نضال عن «نوافذ» اليومية.
٭ القصيدة التي قلتها فى خالد ابنك اثارت الكثير في الوسط الصحفي، والبعض عزا ذلك الى ما ورد فيها من مدح لعائلة الارباب؟
ــ «ضحكت.. ثم صمتت قليلاً».. انا «ام» وليست شاعرة فقط، ومن حق اي ام ان تشكر «جناها» وهذا شيء قديم من زمن امهاتنا الكبار والحبوبات.
٭ «مقاطعة» لكن نضال مدحت خالد الاسم ام الابن؟
ــ لا .. انا بتكلم عن جناي وجناي مسمى على منو.. دي كانت هي القصة، واذا كنت بشكر الأرباب المشكلة وين؟ انا اعتقد ما في مشكلة في كلامي، بالعكس ان الناس اتلقت القصيدة بحب كبير جداً وهذه القصيدة تخص أسرتنا.. ولا تخص خالد او صلاح.. بل تمثل الامهات.. وهذه مثل غناء البنات الذي يردد، ومع انه لا توجد اسماء تخصنا اهتممنا بها ونحفظها ونرددها كل حين.
٭ برنامج «قهوتنا» من أين نبعت الفكرة؟
ــ التحية للبشرى من هنا.. ولم تكن لي فيه يد، وكانت هنالك كثير من الشاعرات تم ترشيحهن للتقديم فى البرامج، والبشرى اختار نضال، وقال ان الفكرة تشبهني وتم التشاور. ولا اقول انا صاحبة فضل في صناعة القهوة، وقهوتنا اسرة واحدة بكل افرادها وكل من شارك فيها حتى خرجت للناس.
٭ قهوتنا اعطتك شهرة اكثر، والبعض عرف نضال عبر الشاشة؟
ــ هذا اكيد، والبعض يعرفني الشاعرة عبر الصوت، وعبر انا بكرهك وابوي وامي وقصائد الوطن لكل مناسبة، وكنت عادي اركب مواصلات واجلس تحت ظل شجرة اشرب الشاي، ولا حد يعرفني، وبمجرد ظهرت على الشاشة ازدادت شهرتي.
٭ اين يتم تسجيل قهوتنا؟
ــ في السودان.
٭ هل سبق وتم التسجيل لقهوتنا في جدة؟
ــ نعم في عام «2014م»، وكان لدينا الكثير من الناس المستضافين في البرنامج، ومن بينهم الطيب الراعي الذي رفض اخذ المال، وود الاسد والسعودي الحافظ شعر البطانة، والسعودي المهتم بالتراث السوداني، فذهبنا له وصورنا داخل منزله بعض التراث، بالاضافة الى وجودي في جدة، وقمت بتجهيز غرفة داخل منزلي وزينتها بالتراث السوداني من اجل هذا البرنامج، وكانت التسجيل ناجح جداً.
٭ هنالك شائعات كثيرة بعد زواجك من صلاح ادريس؟
ــ لا ارد على سؤال يخص صلاح ادريس، والإنسان المشهور دوماً تلاحقه الشائعات، وهذه اقل ضريبة لنضال، ومن محبة الناس ان يهتموا بتفاصيلي الخاصة.
٭ أنت مشهورة وتزوجت بشخصية أكثر شهرة؟
ــ انا بقول زي ما بتقول امهاتي البيت ببنيه الله، وهذا شيء مقدر، ونضال مهما تزوجت من منو سوف تلاحقها الشائعات، وزواجي ليس فيه ضرر، ومن حق الناس تقول الدايره تقولوا والبصدق يصدق والبيكذب يكذب، وهنالك من ينشغلون بنضال في الشائعات، ومنهم من يتصلوا ويسألوني، وتحديداً شائعة الطلاق بعد زواجي مباشرة.
٭ «انا بكرهك» لمن توجهين هذه الكلمات المرة وما المناسبة ولماذا كثر التحليل حولها؟
ــ ليست لها خصوصية معينة، كما ان هنالك قصائد تتولد قبل المواعيد، وهنالك قصائد تتولد في الفرح وأخرى والشاعر اكثر حزناً، وتحس في وقت بأنك محتاج تكتب القصيدة الفلانية .. ويمكن اشوف في البيت واحدة من اخواتي حزينة اكتب قصيدة دون ما تشعر وافرحها.
٭ هنالك تنافس وسباق في الشعر.. هل نضال من المتنافسين.
ــ الناس كلها قبلت على الشعر.. وكلمة «قبلت» لها معنيان، مثلا فلان قبل علي فلان المعنى كرهوا، والشعب السوداني قبل علي الشعر اكثر.. وبمجرد ما حسيت اني ليس لدي منافس فأنا فشلت فشلاً تاماً! أو أكون متميزة وقاعدة في ركن براي ومافي شخص يقدر يصل محلي.
٭ لكن بعد الزواج ابتعدت عن الشعر وقلّ الاداء؟
ــ بالعكس انا ابتعدت عن الساحة، وما دام الناس بتسمع الانتاج القديم المعنى انا موجودة، وانا لسة في اذهان الناس.
٭ تقصدين أنك مهما غبت مكانتك موجودة؟
ــ لا لا هذا نوع من الغرور ما بشبهني، لكن طالما الناس متذكراني وحافظة صوتي فأنا موجودة.

تعليقات الفيسبوك

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.