مُنع من النشر :لماذا لا ترحلوا؟

بقلم : شمائل النور
نهاية شهر يونيو عام 2013م وتزامناً مع ذكرى انقلاب الإنقاذ، لم يجد نائب الرئيس وقتها الحاج آدم إنجازات للإنقاذ كي يعددها وهو يتحدث أمام الإعلام، فما كان إلا أن قال مقولته الخالدة، أن الإنقاذ حينما تنزلت للناس لم يكن يملك أحدهم سوى قميصين يرتيدهما الفرد بالتناوب ثم تبسم متابعاً، الآن الحمدلله خزانات الملابس ممتلئة بصنوف شتى من الأقمصة، ذلك القول الهزيل كان بعد مرور 24 عام على حكم الإنقاذ، وليس الحاج آدم وحده، وزير المالية السابق علي محمود كان قد قال وهو في موضع معدد الإنجازات إن من ضمن الإنجازات التي حققتها الإنقاذ أن البيتزا باتت في متناول الجميع، وقبل ذلك فالإنقاذ علّمت الشعب شطائر الهوت دوغ.

الأسبوع الماضي وفي إفطار لشباب حزب المؤتمر الوطني قطع نائب الرئيس السابق علي عثمان طه الشك باليقين، فقد قالها بكل وضوح ان ليس بمقدورهم توفير لقمة العيش لا خلال خمس سنوات قادمة ولا خمسين سنة، حيث أن الأولوية ليست لذلك، علي عثمان طه، هو من حرّض عضوية المؤتمر الوطني للتصويت لرئيس الحزب للفوز بدورة رئاسية جديدة، بعد أن قال الحزب إنه بدأ الإصلاح الحقيقي وأفسح المجال لتجارب شبابية، هو من مارس ما سماه د.أمين حسن عمر إكراهاً معنوياً على العضوية لتمنح أصواتها للبشير خلال المؤتمر العام للحزب الذي أثار جدلاً، لقطع الطريق أمام منافسيه وهو القانوني الذي يعلم تماماً إن كانت خطوة الترشح هذه دستورية أم انتهاكاً صارخاً للدستور، فهو يتحمل على أقل تقدير وزر هذه الخمس سنوات هذا دون تجربة الإنقاذ ككل.

جميعهم اتفقوا صراحة على العجز عن تقديم أي جديد، بل لم يعد هناك ما يمنع من التصريح علناً بذلك، فإن كانت الانجازات لا تتعدى تلك التي ذكروها فلا عتاب على طه لا في الخمس سنوات ولا الخمسين، بل ينبغي أن يُشكر الرجل على صراحته فالواقع يقول ذلك دون تجميل ورغم أن حديث الرجل هو رسالة محددة الوجهة ترقى لمرحلة التخريب السياسي فالرئيس الذي دعمه علي عثمان وحرض عضوية حزبه لدعمه ظل يضع لقمة العيش أولوية خلال دورته الرئاسية الجديدة.

لكن يستحق الرجل الشكر على صراحته، غير أن مع الشكر هذا نطرح سؤالاً، النظام الذي يعجز عن توفير لقمة عيش خلال خمس سنوات ولا خمسين سنة ويُقر بذلك، لماذا لا يرحل ما الذي يجبره على تحمل كل هذا العنت والمشقة؟

تعليقات الفيسبوك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.