“طه سليمان”.. فنان أم عارض ازياء..!؟

بعد أن أثارت جدلاً كبيراً…
(أزياء) طه سليمان.. عندما تقسو (الموضة)!

أثار الفنان الشاب طه سليمان ضجة لا مثيل لها خلال شهر رمضان الحالي وذلك بعد ظهوره بأزياء غرائبية دفعت الكثيرين للسخرية منه وذلك ضمن برنامج (أغاني وأغاني)، بينما اكتفى آخرون بإطلاق التوجيهات له بضرورة مراجعة ذلك الأمر، وذلك من باب تأثر الجمهور بالفنان، وتفادياً لـ(تقليد أعمى) يمكن أن يسهم في إحداث الكثير من الضرر بأساسيات المجتمع السوداني التي يعتمد المجتمع نفسه في ترسيخها على الشباب.
(1)
قديماً، كانت أزياء الفنانين تنال نصيباً وافراً من اهتمام الجمهور، وكانت مثار نقاش دائم بينهم، خصوصاً وسقف التنافس -في الستينيات والسبعينيات والثمانينيات- يرتفع بين الفنانين بصورة ملحوظة، وذلك نسبة للتقارب الكبير في (الذوق) آنذاك، وانحصار الموضة في بضع أفرع لا تتجاوز أصابع اليد الواحدة، لذلك كان التميز في ذلك الوقت ملفتاً للإنظار وباعثاً كذلك لإفراد المزيد من المساحات للتناول.
(2)
العم مهدي -صاحب بوفيه اتحاد الفنانين- قال قبيل سنوات في حوار -نشر بهذه الصحيفة- بأن الفنانين قديماً كانوا حريصين جداً على اناقتهم، وكانوا يضعون ألف حساب لما يرتدونه وذلك من أجل الحفاظ على بريق نجوميتهم، وأضاف مهدي: (بتذكر زمان الفنان سيد خليفة كان بيطقم لون البدلة مع العربية)!.. وأضاف: (كانت أناقة الفنانين قديماً مضرباً للمثل)، ويواصل: (فنانون كثر اشتهروا بأناقتهم ومنهم إبراهيم عوض ومحمد وردي وخوجلي عثمان وعثمان حسين وسيد خليفة وآخرون).
(3)
مع تقادم السنوات، والانفتاح الذي شهده العالم بحيث أصبح (قرية صغيرة)، بدأ المجتمع السوداني بشكل عام يتأثر لدرجة كبيرة بالثقافات الوافدة، والتي صارت تتسلل الواحدة تلو الأخرى عبر الوسائط التكنولوجية والتي أسهمت في ترسيخ تلك الثقافات الدخيلة، لذلك كان من الطبيعي أن يتأثر الوسط الفني والفنانون السودانيون أيضاً بها، الأمر الذي أدى إلى بداية تغيير (جذري) في شكل الفنان، وذلك وفقاً للقناعات التي ترسخت لدى الكثيرين منهم بضرورة (المواكبة) والخروج عن نطاق (المحلية) الذي صنفوه بأنه (أضيق) بكثير من طموحهم.
(4)
عدد كبير من الفنانين الشباب وجد ظهورهم الأول دهشة واستنكارا كبيرين من الجمهور، ومن بينهم الراحل نادر خضر والفنان الشاب معتز صباحي، فالبعض كان يستغرب جداً من إصرار نادر خضر على فرض (موضة التيشيرت) وظهوره المستمر بها، لكن ذلك الاستغراب لم يصل أبداً إلى خانة (الاستياء) حيث تقبل المجتمع بعد ذلك بعد سهولة ظهور نادر خضر بل وصار الشباب يتأثرون بها بشكل كبير، أما صباحي فقد أثار جدلاً كبيراً بملابسه وبـ(قبعاته) الملونة، لكن الجمهور أيضاً تقبل ذلك الأمر بصدر رحب وباتت ملابس معتز تمثل (موضة) جديدة للشباب.
(5)
الفنان الشاب طه سليمان وفي بداياته الفنية، لم يلجأ إطلاقاً لإثارة الجدل عبر ما يرتديه من ملابس، بل اختار أن يثير الجدل بـ(الأغنيات)، حيث قام بتفريخ أعداد هائلة من الأغنيات الغريبة والتي باتت مثار حديث الجمهور بداية بأغنية (سنتر الخرطوم) وانتهاء بـ(سيد الحافلة)، قبل أن (يباغت) طه الجميع ويظهر هذا الموسم في (أغاني وأغاني) بملابس مثيرة للجدل في نهج لم يعتد عليه جمهوره ولا معجبيه!
(6)
قراءاتنا أعلاه المختصرة لمسيرة طه سليمان الفنية وخلوها من جزئية إثارة الجدل بـ(الملابس) قبيل النسخة الحالية من البرنامج، تؤكد تماماً أن طه سليمان حاول أن يبدو بمظهر أفضل من جميع الموجودين في البرنامج، وحاول كذلك أن يثبت لجمهوره بأنه فنان (مواكب) في كل شيء حتى في ملابسه، لكنه لم يظن على الإطلاق أن ذلك المظهر وتلك الملابس التي ظهر بها يمكن أن تثير الجدل الى ذلك الحد الكبير والذي أعتقد أنه أدهش طه نفسه وجعله يراجع العديد من حساباته!

صحيفة السوداني

تعليقات الفيسبوك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.