مكتب والي القضارف.. مرهون من أجل مياه الشرب

يعيد وزير مالية القضارف، موسى بشير موسى، الجدل حول مبنى أمانة حكومة القضارف ومكتب الوالي، رغم أن والي القضارف الأسبق كرم الله عباس، قد سبقه بقرار صاخب حوّل بموجبه المبنى إلى مستشفى أطفال وشرع فعليا في ترحيل مكتبه ومكاتب موظفي أمانة حكومته، فالوزير موسى اتجه هذه المرة لرهن ذات المبنى شبه المغضوب عليه، عندما بذله بسخاء لتنفيذ إحدى مشاريعه التنموية بالولاية.

(1)

ويتمدد المبنى الأنيق الذي شيده والي القضارف الأسبق، والي الخرطوم الحالي، عبد الرحمن الخضر، في مساحة تقدر بـ(10) أفدنة، حيث كان يستغل ذات أرض المبنى قبل سنين ليست طويلة، سكان الأحياء المجاورة للزراعة، وعندما تم افتتاحه في العام (2006) هجاه الكاتب النور أحمد النور، رئيس تحرير صحيفة (الصحافة) وقتها، في مقال له بعنوان (بئر معطلة وقصر مشيد)، لما شهده من مفارقة ومعاناة أهل القضارف مع العطش، وبخلاف ذلك فقد دخل المبنى ضمن الوعود الانتخابية للوالي كرم الله بتحويله لمؤسسة صحية، وهو ما حدث إذ غادره وقام بترحيل أثاثه توطئة لتحويله إلى مشفى للأطفال، مستعيضا عنه بـ “عريشة” متواضعة من القش والحطب، قبل أن يغادرها هي الأخرى باستقالة شهيرة من منصبه.

(2)

ورهنت وزارة المالية المبنى قبل أيام لأحد البنوك، لتمويل مشروع الشبكة الداخلية لمياه القضارف، حيث تسعى لإعداد البنية التحتية لاستقبال مشروع الحل الجذري لمياه المدينة، ورغم أن قيمة عقد تنفيذ الشبكة الداخلية تبلغ كلفته (23) مليون جنيه، إلا أن قيمة المبنى الحقيقية قدرتها شركة متخصصة بـ(26.5) مليون جنيه، وسرعان ما أعاد رهن المبنى الأزرق بسبب تكلفته العالية وأثاثه باهظ التكاليف، أعاد للأذهان المقارنة بين هشاشة الأوضاع في ولاية القضارف وحاجتها للتنمية لا لمبان مجلوة، وبدأ أحد المصارف عملية الرهن وفي حال التعثر في السداد فإن البنك سيضطر لبيعه لينهي بذلك أسطورة قصر طاردته اللعنات

المصدر:صحيفة اليوم التالي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.