سهير عبدالرحيم : أيام في القاهرة (5) الحريات …أم…القيود الأربعة

ظللنا عبر التاريخ الطويل نهرول في علاقاتنا تجاه مصر ولا نجد منها غير الصد والنفور، وكأن السودان شاب فقير تعيس الحظ عاطل عن العمل يحاول كسب ود حسناء من أسرة ثرية.
رغم أن السودان لم يكن يوما فقيراً فموارده المسروقة والمنهوبة والموجودة لا تحتاج إلى تبيان ، كما أن مصر لم تكن يوماً هي الفتاة الحسناء الثرية، ولم نعلم أبداً عنها ثروات بل كانت و منذ أكثر من قرن عينها علي السودان بحثاً عن الكنوز والذهب والرجال الأشداء والمحاصيل الزراعية منذ حملة (محمد علي باشا) .
وهرولتنا تجاه مصر اتخذت أشكالاً مختلفة كان من ضمنها اتفاقية الحريات الأربع والتي وقعت بمبادئ أساسية تتمثل في حرية (التنقل) وحرية ( الإقامة) وحرية (العمل ) وحرية ( التملك) ومنذ العام (2004 ) لم ينوبنا منها إلا الوعود الجوفاء.
ورغم أن السودان قد طبق بنود الاتفاقية وقطع فيها أشواطاً بعيدة إلا أن المصريين ما زالوا يتعاملون مع السودان بروح المخابرات لا بروح الدبلوماسية،وما زالت السياسة المصرية تجاه السودان تتعامل بفقه المصالح الفعلية بعيداً عن شعارات (يابن النيل وكلنا بنشرب من مية واحدة) فهذه الشعارات حين يتم تنزيلها إلى أرض الواقع نجد الحصاد صفراً في ميزان المصالح السودانية.
والمصريون يعرفون جيدًا كيف يحققون مصالحهم وعلى حساب الغير ولو درسنا اتفاقية الحريات الأربع (غير المفعلة ) من الجانب المصري نجد أن المستفيد الأكبر منها هم المصريون فلا يوجد تكافؤ البتة في نسبة الاستفادة. فالندية الموجودة في بنود الاتفاقية تتلاشى عند مبنى إدارة الهجرة والجوازات في ميدان التحرير عند طلب الإقامة.
وكذلك الحال بالنسبة للتملك والعمل كما أن مصر بلد يعاني ربع سكانها من العطاله فكيف توفر فرص عمل للسودانيين، إن فاقد الشئ لا يعطيه هذا بالنسبة لحرية العمل.
أما حق التملك فدونكم الانفجار السكاني في مصر والذي قارب سقف المئة مليون فكيف لمن يغزو الصحراء لاستصلاحها والبحث عن المأوى والعيش أن تكون أسعار عقاراته في القاهرة مشابهة لقطع أراضٍ في الخرطوم مثلاً ما هو سعر القطعة 500 متر على شارع النيل الخرطوم وكم سعرها على كورنيش القاهرة (هذا طبعاً إن وجدت) .
إن اتفاقية الحريات الأربع وحتى هذه اللحظة لم نفعلها بما يناسب مصالح السودان وما فعل منها حتى الآن يصب فقط عند المصالح المصرية فإما أن تكون الاتفاقية ملزمة للبلدين وإما أن تلغى نهائياً وتكون عندها المعاملة بالمثل.
***** ***** ***** *****
مسطبة جانبية :-
في أعقاب مقالي الأخير عن حال السفارة السودانية في حي الدقي فقد علمنا أن
اذن الهدم و البناء الخاص بالسفارة في مصر قد تأخر لما يقارب العامين من الجهات الرسمية المصريه وذلك لتعللهم بأن منطقه السفاره القديمه التى سيتم عليها الإنشاء من المناطق الأثريه فى حى قاردن سيتى و أن أذونات الهدم وتحديد عدد الطوابق تحتاج لموافقات عده جهات و مراجعات حسب إفاداتهم .
لذلك تأخر إصدار الإذن لما يقارب أو يصل للعامين..وبعد اتصالات متعدده قام بها السفير عبدالمحمود والوزير علي كرتى صدر الإذن ولكن حتى الآن لم تكتمل المتطلبات الإدارية تمهيداً لبدء العمل الذى من المتوقع اكتماله فى 18 شهراً..وقد علمنا أن المخطط الهندسى للسفارة يشابه تماماً المعمار السواكنى..
برة المسطبة:-
علق قنصلنا في سفارتنا بالقاهرة على موضوع المصعد الكهربائي بالقول إنهم سيعملون على تغيير المصعد.

*نقلا عن الوطن

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.